من أرشيف عبد الرحيم علي
الصندوق الأسود.. سنوات المواجهة «3» عبد الرحيم علي يؤسس مركزا للدراسات
نعود معكم مجددا لمواصلة الحديث عن الدكتور عبد الرحيم على «الصندوق الأسود» وكنا وقفنا في الحلقة السابقة عند صدور فتوى الجماعة الإرهابية بتصفيته.. تلك الفتوى التي لم تكن سرا بل أذاعوها على منابرهم.
ومن حقك كمطلع جديد أو كمتابع لعبد الرحيم علي في فترة الصندوق الأسود أو ما بعدها تطرح سؤالا؟ لماذا عبد الرحيم علي؟ وذلك لأنك ربما شاهدت جزءا من أجواء تلك المعركة لكن في تلك الحلقات حاولت قدر الإمكان أن أعرض أمامك الحكاية باختصار الكثير من تفاصيلها لتُدرك أن الأمر لم يكن قط مجرد شعارات رنانة وأن الرجل ولست أبالغ كان الصحفي الأول والأجرأ على كشف تلك الجماعات وسيتضح هذا جليا من عرضنا لإصدارته خلال هذه الحلقة والحلقة القادمة.
كان حادث الأقصر وصدور مبادرة وقف العنف فرصة لإعادة نشاط " على " الذى لم يتوقف سرا طوال فترة العام بعد فتوى الجماعة باغتياله، وها هو يعود ليقود حربا ضروس ضد ما سماه: «صفقة بين الحكومة وجماعات العنف».. يكتب عبدالرحيم ويدخل في معركة شديدة ولكن هذه المرة مع وزارة الداخلية ووزيرها الجديد اللواء حبيب العادلى، والغريب أن المعلم رفعت السعيد يدخل معه على خط المعركة، ويتعقد الموقف ويبتعد عبدالرحيم عن تغطية وزارة الداخلية كمندوب لـ«الأهالي»، نظرا لتعنت الوزيرمعه.. وسرعان ما يستقيل من «الأهالي» عام ١٩٩٨، ليفتتح مركزا لدراسة حركات الإسلام السياسي
* افتتاح المركز العربي للدراسات والبحوث
وبينما الحال بمصر هكذا.. جماعات مسلحة متسترة بالدين تحاول فرض وصايتها على المجتمع بمطاردة رموز التنوير والتقدم إن لم يكن بالاغتيال، وإذا أردت أن تعرف فقه المصادفة، أقول لك إن محاولة اغتيال محفوظ تمت في دائرة العجوزة التى يمثلها الآن الكاتب الصحفى عبدالرحيم على بمجلس النواب، بل إن نجيب محفوظ أمضى فترة علاجه في العجوزة أيضا في مستشفى الشرطة.. تلك الأجواء العصيبة كان يعيشها عبدالرحيم على مشدودا متوترا، لذلك اتجه بكامل قوته كما أسلفنا إلى البحث والدراسات، وأسس مركزا علميا لتقصى جذور تلك الظواهر محليا ودوليا.. وصدر له العديد من الكتب التي باتت مراجعا للبحث في شئون الجماعات الإرهابية منها:
1- «الإخوان المسلمين.. فتاوى في الأقباط والديمقراطية والمرأة والفن»
هذا الكتاب كشف مواقف جماعة "الإخوان المسلمين" من قضايا الأقباط والديمقراطية والمرأة والفن.. اعتمادا على فتاوى رسمية صادرة عن الجماعة وقياداتها، ويكشف الكتاب مجموعة من الحقائق المهمة حول موقف جماعة الإخوان من تلك القضايا.. منها عداء الإخوان الصريح والواضح لحرية العبادة وإنكارهم لحق غير المسلم في أداء شعائره الدينية، إنكار الإخوان الكامل لكل ما في تاريخهم من ممارسات إرهابية موثقة ومؤكدة ورفضهم الاعتذار عن الممارسات السلبية، رفض الإخوان أن تعمل المرأة والاستهانة بحقوق المرأة الصحية والجسدية والنفسية، واخيرا هم يرون أن الفن "سلعة مستوردة" من الغرب وأنه يرادف اللهو ويقود للفساد.
2- "الإخوان المسلمين.. أزمة تيار التجديد"
يرصد الكتاب بعض ملامح أزمة تيار التجديد في جماعة الإخوان وصرامة مع رؤية التيار التقليدي المحافظ الذي يقود الجماعة ويسيطر على مقدراتها.
3- اسم الكتاب: "الإسلام وحرية الرأي والتعبير"
يسعى إلى التعرف الموضوعي على مفهوم "حرية الرأي والتعبير في الإسلام " في إطار اجتهاد عقلاني، مؤكدا على ضرورة التجديد الفكري ومسايرة روح العصر من الحتميات التي يهتم بها التراث الإسلامي، مبرزا دور وفضل مدرسة التجديد والاجتهاد في تجديد مسيرة الفكر الإسلامي.
4-«الحصاد المر.. الدولة وجماعات العنف الديني في مصر»
تدور سطور هذا الكتاب حول نشأة وتطور الجماعات الدينية (الجماعة الإسلامية – جماعة الجهاد) وقصة نمو هذه الجماعات وتمددها وموقف النظام الحاكم والأجهزة الأمنية منها – ثم صدامها العنيف مع الدولة.. وصولا إلى مبادرة وقف العنف التي تبنتها الجماعة الإسلامية وما تلي ذلك من الإفراج عن بعض قادة وكوادر الجماعة في عام 2003.
5- "المخاطر في صفقة الحكومة وجماعات العنف"
هذا الكتاب يتصدي لمجموعة من الأسئلة المحيرة – والتي يصل بعضها إلى درجة "الألغاز".. ويسعى عبر محاولة دؤوبة ومتروية ومن خلال الرصد والتحليل المنطقي وقراءة الخلفيات.. حيث تكمن الأسباب والمبررات والدوافع.. موضوع الكتاب هو سؤال كبير كيف نقرأ المشهد الإسلامي الراديكالي (من خلال ما يدور من حوارات ومبادرات وانشقاقات واتهامات وتحولات داخل أكبر تنظيمين مارسا العنف والإرهاب طوال أكثر من عقدين ماضيين.
6- المقامرة الكبرى
«مبادرة وقف العنف بين رهان الحكومة والجماعة الإسلامية»
الكتاب يشمل سبعة فصول، الفصل الأول "الرهان الكبير.. مبادرة وقف العنف" ويأتي الفصل الثاني والفصل الثالث "المراوغون... حوارات المصور.. وأكاذيب الجماعة" و"الثابت والمتحول في فكر الجماعة الإسلامية" على التوالي لينقد أكاذيب ومراوغات القادة التاريخية للجماعة. وبالتحديد موقفهم من خمس قضايا هي التكفير – الجهاد – الأقباط – السياحة – الحسبة. والفصل الرابع خصصه المؤلف لإلقاء الضوء على تاريخ هذا التنظيم طوال ربع قرن "خريطة جماعات العنف في مصر" وأفرد الكتاب الفصل الخامس لدراسة تنظيم الجماعة الإسلامية تحت عنوان "من هم؟".. ويعود المؤلف في الفصل السادس لرصد ودراسة "الصفقة" بين الجماعة والسلطة.. ويأتي السؤال الأهم والذي كان عنوان الفصل السابع من الكتاب "ماذا يريدون – الهدف" – ليكشف أن الجماعة لم تنحرف عن غايتها وهدفها من الاستيلاء على السلطة وإقامة دولة الخلافة – وفقا لتصورهم.
في الحلقة القادمة نستكمل بقية الإصدارات والحكايات عن الصندوق الأسود.. وأدعوك أن تقرأها جيدا وستجد فيها الإجابات عن الكثير من الأسئلة وتُدرك تخطيط وخطورة تلك الجماعات الإرهابية وما ارتكبته من جرائم في حق هذا الوطن.