من أرشيف عبد الرحيم علي
عبد الرحيم علي يكتب: الرئيس والنجباء وأجهزة المعلومات
أول كلامى أصلّى ع النبى العربى، نبى ما كان يكره إلا ريحة الخايْنين.
وَافْتَّح كِتابَ مصر واقرا القصة بالعربى وما جرى فيها فى يونيو فى يوم تلاتين.
كان مين قِدِر ولاَّ يقدر يِتْنِى راية مصر حلم الغزاة اللى داير من قرون وسنين؟!
ومصر اهِى لسّة عايشة ولسّة بِتعافِر وعَزْمَها المر.. صبَّرها على الغازْيين.
فاصْحَى وفوق يا اللى بنعيم الوطن كافر ورامى سنانيرك النَّحْس فْ بحور تانيين!.*
أكتب اليوم، بعد مضى خمسة عشر يوما من الأزمة المفتعلة التى حاول بها البعض حرفنا عن معركتنا الأساسية ضد التنظيم الإرهابى، وأعوانه فى الداخل والخارج، أكتب وأنا مملوء بالفرح بعد سماعى لكلمة الرئيس عبدالفتاح السيسى، التى ألقاها أمام اللجنة العليا لمكافحة الفساد، والتى أكد فيها على أن أول طريق لمكافحة الفساد هو اختيار "الأكفاء" و"النابهين والنجباء" من أبناء هذا الوطن فى مواقع المسئولية فى مصر الجديدة، وأضاف: يجب على أجهزة المعلومات المختلفة أن تبحث عن هؤلاء النابهين وتقدمهم إلى مؤسسات الدولة المختلفة للاستعانة بهم فى بناء بلدهم، مشددا على أن مصر لن يبنيها سوى النابهين والمخلصين من أبنائها.
كان من المقرر أن يتحدث الرئيس من ورقة مكتوبة سلفا، إلا أنه ألقى بها جانبا وتحدث- كما قال- وفق خواطره فى تلك اللحظة، كانت رسالة السيسى قوية وواضحة، فى ضرورة تعاون أجهزة الأمن المختلفة فى تبادل المعلومات، باعتبار هذا التعاون هو الطريق الوحيد لتحقيق التفوق على الإرهاب ومن يقفون خلفه، كان الرئيس مدركا لحجم الخطر المحدق بهذا الوطن، فى هذا التوقيت، وكان حاسما وقويا أيضا فى الرد عليه، عندما أكد بوضوح أن مصر ستنتصر رغما عن الجميع.
شدد الرئيس أيضا- فى كلمته- على ضرورة احترام أحكام القضاء وعدم التعليق عليها، مؤكدا أننا إذا لم نحترم مؤسساتنا فلن يحترمنا أحد، لكنه اعترف- فى ذات الوقت- بأن لدينا قوانين يجب تعديلها، لكن ذلك ليس مبررا أبدًا لانتقاد المؤسسات القضائية، ووجه رسالة لرجال القضاء قائلا: حرروا البلد من الفساد، ولن يتدخل أحد فى شئونكم.
وتحدى الرئيس أى مسئول فى الدولة أو أى جهاز رقابى، أن يكون قد رفع سماعة التليفون وقام بتوجيهه يمنة أو يسارًا، وطالب الجميع أن يحذو حذوه.
مصر لن تكون "أد الدنيا" إلا باختيار النجباء فى كل موقع، هكذا أكد الرئيس، لكنه أشار إلى أننا ليست لدينا آلية لاكتشاف الكفاءات للدفع بهم للمناصب القيادية، لذا فقد طالب الحكومة بإيجاد هذه الآلية، وتفعيلها بمساعدة الجهات الرقابية وأجهزة المعلومات.
لقد أسعد هذا الكلام ملايين من الشباب، الذين كانوا قاب قوسين أو أدنى من فقدان معنى الانتماء للوطن، أعاد الرئيس السيسى الأمل للملايين- ولا أقول الآلاف- من أبنائنا النابهين والنجباء والشطار، أعاد إليهم الأمل فى التحقق وفى المساهمة فى بناء بلدهم.
ويبقى الأمل معقودا على أجهزة الدولة المعنية، والتى خاطبها الرئيس وشدد عليها فى الخطاب، أن تقوم بما عليها من دور وأن نشهد تلك الكشوف من النبهاء والنجباء فى القريب العاجل.
(*) من قصيدة الشاعر الكبير عبدالرحمن الأبنودى "30 يونيو"