من أرشيف عبد الرحيم علي
عبد الرحيم علي يكتب: شهداؤنا في الجنة وقتلاهم في النار
أكتب هذه الكلمات وأنا على أعتاب مدينة الله، مكة المكرمة، حيث البيت العتيق، مسرى رسول الله، والبقعة الآمنة التي ترك فيها نبي الله ابراهيم، زوجه السيدة هاجر وابنها نبي الله اسماعيل: "وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ اجْعَلْ هَٰذَا بَلَدًا آمِنًا وَارْزُقْ أَهْلَهُ مِنَ الثَّمَرَاتِ "
وعلى مشارف المدينة التي نزل فيها الوحي بأول قطرات الحب، دين جديد يدعو إلى التسامح والعدل، دين يربي البشرية على الحب، يصعقني خبر استشهاد جنودنا في حرس الحدود بيد الغدر والارهاب، هكذا يؤخذون على غرة وهم صائمون.
استراتيجية دأبت عليها تنظيمات تختبئ خلف راية الإسلام وهو منها براء، تذكرون شهداء مذبحة رفح الأولى كانوا صائمين أيضا، هل نستطيع أن نقول وبالفم المليان إن شهداءنا في الجنة، إن شاء الله، وقتلاهم في نار جهنم، نعم نستطيع فالغدر ليس من قيم الإسلام.. والله الذي لا إله إلا هو ليسوا مسلمين، قالها من قبل مؤسس جماعتهم حسن البنا في أحداث أقل إجراما من تلك بكثير فما بالك بهذه الجرائم التي يشيب لها الولدان، لكننا لن نركع ولن نتهاون معهم هذه المرة، فقد فاض الكيل، وبلغ السيل الزبى، سنقاوم بكل ما أوتينا من قوة دفاعًا عن بلادنا وعن خياراتنا، وعن ثورتنا، آن الأوان لوضع استراتيجية جديدة لمواجهة الإرهاب عبر مجلس وطني يشكل لهذا الغرض، فما نحن بصدده هي حرب إقليمية بكل معنى الكلمة تشارك فيها تركيا وقطر والتنظيم الدولي للإخوان في محاولة لتركيع مصر وإخراجها من معادلة الفعل في الشرق الأوسط مستخدمة أدوات الإرهاب الأسود، لذلك فإن اللحظة تحتاج إلى رؤية وطريقة مختلفة في معالجتها، لم تعد الطرق القديمة صالحة الآن لمثل هذا النوع من المواجهات، والبداية كما قلت عبر تشكيل مجلس وطني لمكافحة ظاهرة الإرهاب والتطرف الديني .
وهو ما يحتاج إلى حديث مطول أعد أن يحمل ملامح لخطة استراتيجية مختلفة لمواجهة تحديات اللحظة، اللهم ارحم شهداءنا وأسكنهم فسيح جناتك.