من أرشيف عبد الرحيم علي
باريس.. ندوة CEMO | عبدالرحيم علي: مصر تتصدى لخطاب الكراهية
علق الدكتور عبدالرحيم علي، المفكر السياسي ورئيس مركز دراسات الشرق الأوسط بباريس CEMO، على إيف تريار، رئيس تحرير Le Figaro، بشأن الديموقراطية والعلمانية وعدم القدرة على مواجهة ما يحدث، بسبب ما تفرضه الحقوق في باريس، خلال ندوة “حقوق الإنسان.. سلاح الإسلاميين للتلاعب بالديمقراطية”، التي ينظمها مركز دراسات الشرق الأوسط بباريس “سيمو”.
وقال علي: “نحن في بلادنا نحترم المسجد، لكن حينما يتعلق بالكراهية، فيجب محاكمته بمبدأ الخروج على مبادئ الجمهورية وإشاعة الكراهية باسم الحرية”.
وأضاف: “أنت لست في حاجة لإغلاق المسجد، ولكن الفم الذي ينشر الكراهية، لدينا وزارة الأوقاف في مصر تراقب المساجد، ومن يخرج عن المبادئ ويبث الكراهية، ونحن وليس لدينا علمانية، ولكن الوطنية، فلا غضاضة في منع هذا من الخطابة”.
وأشار إلى أن الدولة يمكنها إزالة مسجد بسبب مشروع قومي، مؤكدا أن الأمر يحتاج إلى إرادة سياسية ومجتمعية وبرلمانية لمواجهة خطاب الكراهية.
ولفت إلى أنه يجب محاكمته من خلال الخروج على مبادئ الجمهورية الفرنسية، من أجل الحفاظ على القيم، موضحا أن من يقف على المنبر لن يقول مباشرة بقتلك ولكن يكفي أن يقول إن هذا الشخص كافر، سيقوم شاب أرعن بالقتل بسلاح في الشارع.
فيما رد تريار، قائلا: إنه باسم الحرية وهو قويو، فإنهم مضطرون لبعض الحيل مثل الكهرباء أو غيره لإغلاق المسجد، لأن الأمر غير سهل على الإطلاق.
وأضاف أنه عندما تريد ترسانة تشريعية قوية لمواجهة التطرف الإسلامي لا يمكنك بقانون خاص، مثلما فعلت النمسا، لأن فرنسا التي هي دولة علمانية، متابعا: “إذ اتخذت أي قرار لمواجهة الإسلاموية فلا بد أن تنطبق أيضا على الأديان الأخرى”.
ولفت إلى ما قاله من قبل أن مواجهة الإسلاموية قد تضطرك إلى بعض السلطوية، قد تصل إلى الاستبداد فيما بعد.
وأكد أنهم أكثر ذكاءً من أن يتحدثون عن القتل عبر المنابر، ففي هذه الحالة سيذهب إلى المحكمة بتهمة الإرهاب، لكن الأزمة في الإسلاموية البيئة الغامضة، وتنتشر بغموض.
وتناقش ندوة “حقوق الإنسان.. سلاح الإسلاميين للتلاعب بالديمقراطية”، التي ينظمها مركز دراسات الشرق الأوسط بباريس “سيمو”، حيل تيار الإسلام السياسي للوصول إلى أهدافه غير المشروعة.
ويتحدث في الندوة، الكاتب الصحفي عبدالرحيم على، رئيس المركز دراسات الشرق الأوسط بباريس، رئيس مجلسي إدارة وتحرير البوابة نيوز، عن “حقوق الإنسان.. قراءة من الجانب الآخر”، والسيناتورة فاليري بوييه، عضو مجلس الشيوخ الفرنسي، تحت عنوان “تركيا، مرض أوروبا”، وإيف تريار، رئيس تحرير Le Figaro، عن “القانون الفرنسي في مواجهة الإسلاموية”، ثم رولان لومباردي، عالم جيوسياسي ومدرس في قسم دراسات الشرق الأوسط في جامعة إيكس مرسيليا، تحت عنوان “حقوق الإنسان والسياسة الخارجية الواقعية.. هل هما مفهومان متوافقان؟”، وأخيرا جيل ميهاليس رئيس موقع كوزور.
وفي تصريح سابق، قال الكاتب الصحفي عبدالرحيم على: إن “فلسفة موضوع الندوة يطابق مقولة الشاعر الفرنسي جان كوكتو “الأعمى هو الذي لا يريد أن يرى”، لأن مفهوم حقوق الإنسان، وفقًا لليسار الأوروبي الجديد، مبتور وغير مكتمل، لأنه يقتصر على الحقوق المتعلقة بالحريات كحرية التعبير، لكنه يتجاهل، حقوق الإنسان في حياة سعيدة، وتعليم جيد، ورعاية صحية مضمونة.
وأضاف: “لا شك أن حرية التعبير ضرورية، لكن في مواجهة تحديات الإرهاب والإفلاس الاقتصادي، أصبحت حياة الإنسان وسلامته على رأس الأولويات، ولكن يبدو أن الخطاب الذي ينتمي إلى مفهوم “اليوتوبيا” لحقوق الإنسان في أوروبا، يتم التلاعب به من قبل اللوبي الإسلامي الموالي لتركيا”.