الخميس 21 نوفمبر 2024

من أرشيف عبد الرحيم علي

«الإخوان الديمقراطيون»!!.. آخر ألاعيب الجماعة الإرهابية للعودة للحياة 2-2

نشر بتاريخ 14/يوليو/2021 بموقع" البوابة نيوز"

نشر
عبد الرحيم علي

التنظيم يحاول تدوير منتجاته الفكرية والسياسية حسب المستجدات

 المحلية والإقليمية والدولية

آن باترسون السفيرة الأمريكية السابقة فى مصر فى واحدة من

 زياراتها لدعم الجماعة ومرشدها

الإرهابية تبحث عن ملاذات آمنة لعناصرها الخارجة من تركيا

توفير منصات إعلامية بديلة لاستيعاب العاملين فى فضائيات إسطنبول

المصالح المتبادلة واستغلال الإخوان كأداة ضغط على الدول أبرز 

أسباب عدم حظر الجماعة داخل بريطانيا

الكاتب الصحفى عبد الرحيم على

فى بيان موجز شديد الأهمية، حذر الكاتب الصحفى عبد الرحيم على، رئيس مركز دراسات الشرق الأوسط بباريس ولندن، من قيام التنظيم الدولى للإخوان بالتنسيق مع الإدارة الأمريكية الديمقراطية بمحاولة إنشاء مجموعة إخوانية جديدة تتبنى علنًا النهج الديمقراطى وتبتعد تنظيميًا عن التنظيم الأم؛ بهدف إعادة الروح للتنظيم الذى بات يلفظ أنفاسه الأخيرة. واعتبر «على»، فى بيان أصدره الثلاثاء 6 يوليو الجارى، أن حل مجلس شورى الإخوان فى تركيا ما هو إلا ضربة للحرس القديم ونهاية مرحلة سيطرت فيها أفكار سيد قطب على التنظيم الدولى وجماعة الإخوان التقليدية، مشيرا إلى أنهم يمهدون الطريق لبداية مرحلة جديدة، مرحلة الإخوان الجُدد أو (الإخوان الديمقراطيون) برعاية أمريكية، فى محاولة لاستعادة تجربة الربيع العربى الذى خرب بلادنا من جديد.

حسن البنا

تناولنا فى الجزء الأول من هذا التقرير، وعلى ضوء التحذير الذى أطلقه عبد الرحيم على من مخاطر محاولة التنظيم الدولى لجماعة الإخوان الإرهابية السعى للعودة «بثوب جديد»، بمباركة بعض أطراف من الإدارة الأمريكية، وعرضنا دوافع الجماعة «لتدوير منتجها» الفكرى والسياسى والتنظيمي، على ضوء المستجدات المحلية والإقليمية والدولية، والتي كان من أبرزها الرفض الشعبى العارم من أغلب شعوب المنطقة لنهج وممارسات الجماعة، بعد سقوط أقنعتها وتهاوى مشروعها السياسى والتنظيمى، عقب ما سُمى بـ«ثورات الربيع العربى» ورصدنا المصاعب وحوائط الصد أمام حلم العودة الإخوانى، على خلفية التقارب القطرى التركى مع مصر، والتدابير والتشريعات الصارمة التى أقدمت عليها الكثير من دول العالم لحظر تواجد ونشاط جماعة الإخوان، والكيانات الإرهابية التى خرجت من عباءتها، كذا الصراعات الداخلية والخارجية التى ضربتها فى مقتل، خاصة تلك الدائرة بين رموز تاريخية من مكتب الإرشاد والتنظيم الدولى للجماعة، وخلفتها فى حال من التشرذم والضعف والشتات.

 

وتناولنا أبعاد العلاقات الممتدة بين "الإخوان الإرهابية" والإدارات الأمريكية المتعاقبة من عهد المرشد الأول المؤسس حسن البنا، وحتى رهان الإخوان على الإدارة الجديدة للرئيس بايدن.

دونالد ترامب

ونواصل فى السطور التالية: 

يرى بعض المراقبين أن الإدارة الأمريكية تأخرت خلال عهد ترامب في تصنيف الإخوان كمنظمة إرهابية، لكنهم لا ينكرون أن موقف الرئيس الأمريكى السابق تجاه الإخوان كان واضحا.

 

وفى نهاية أبريل ٢٠١٩، كشفت صحيفة "نيويورك تايمز" عن أن ترامب يدرس تصنيف جماعة الإخوان كمنظمة إرهابية أجنبية.

 

ومنذ ذلك الحين، لم تتخذ الإدارة الأمريكية القرار، الأمر الذى أرجعه مراقبون حينها إلى أسباب عدة أبرزها: تصدى الديمقراطيين لهذا القرار، ووجود اللوبيات الإخوانية التي نجحت في حماية ملف الإخوان بواشنطن.

جو بايدن 

ويرى قياديان بارزان فى الحزب الديمقراطى، بأن الرئيس الأمريكى بايدن سيركز على ما وصفاه بـ"الإرث الصعب"، لخلفه دونالد ترامب، والمتمثل فى القضايا الداخلية، والتى تعد أولوية أشد إلحاحا دون من غيرها في الوقت الحالى..

 

وبينما لم يحسم القيادي الأول موقف الإدارة الأمريكية من ملف الإخوان أو ما ينتظرها، ذهب القيادى الثانى إلى أن «بايدن» سيسير على خطى ترامب في اتخاذ مواقف رافضة لجماعات الإسلام السياسى، وفي مقدمتها الإخوان.

مهدى عفيفى

وقال إياد عفالقة، عضو اللجنة التنفيذية للحزب الديمقراطى، رئيس المجلس الديمقراطي لولاية كاليفورنيا الأمريكية إنه لا يوجد جماعة تسمى الإخوان المسلمين فى أمريكا، ولدينا أمور داخلية رئيسية أهم، لافتا إلى أن الإرهاب الذي تتخوف منه الولايات المتحدة هو الإرهاب الداخلى نتيجة العنصرية. وأضاف «عفالقة» أن «بايدن» يركز خلال الفترة الحالية على الأمور الداخلية للبلاد، وهو ما يتوقع أن يستمر لفترة، وهى قضايا أكثر إلحاحا من غيرها.

 

أما مهدى عفيفى، العضو البارز فى الحزب الديمقراطى الأمريكى، استبعد ما وصفه بالشائعات حول دعم إدارة بايدن المنتظر لتنظيم الإخوان، وأضاف عفيفى، قائلا أولا: ليس هناك منظمة تسمى الإخوان المسلمين داخل الولايات المتحدة، والمسلمون الأمريكان أنفسهم يريدون النأى بأنفسهم عن الإخوان، لأنهم يدركون جيدا خطورة مثل هذه الجماعة.

 

أما الأمر الثانى من وجهة نظره فهو أن إدارة بايدن نفسها حريصة على ذلك عندما اختارت من يتحدث مع الأقليات المسلمة في الولايات المتحدة، حيث لم يكن له أي علاقة مع الإخوان بل على العكس من طائفة أخرى من المسلمين وليس له أي تواصل مع أي مؤسسات إخوانية. وأضاف «عفيفى»: «لا أعتقد أن الإدارة الأمريكية الجديدة لديها دعم للإخوان، على العكس حتى مع تركيا وهي الداعمة الكبرى للإخوان كان هناك لهجة شديدة فى التعامل مع ما تقوم به، ورأينا بالفعل كيف بدأ الأتراك يلهثون للتواصل مع إدارة بايدن وبدأت نبرة أردوغان فى التغير حيث أطلق سراح بعض من المعتقلين». ومع تأكيده على عدم دعم الإدارة الجديدة للإخوان، أوضح القيادي الديمقراطي أن "الإدارات الأمريكية تتعامل مع من هو على أرض الواقع، وهو ما حدث خلال إدارة «أوباما» بحسب رؤيته، مستدلا على ذلك بقوله: «أكبر دليل لو كان هناك دعم للإخوان لم تكن الولايات المتحدة دعمت رحيلهم».

الرئيس عبدالفتاح السيسى

خسارة الرهان على بايدن

ورغم أن جماعة الإخوان راهنت على فوز بايدن في الانتخابات الرئاسية الأمريكية الأخيرة ونشرت بيان بعد فوزه توجهت فيه إلى الإدارة الأمريكية الجديدة بنداء ينص على أن الأوان قد آن لمراجعة سياسات دعم ومساندة الدكتاتوريات، وما ترتكبه الأنظمة المستبدة حول العالم من جرائم وانتهاكات فى حق الشعوب.

 

وإن كان بايدن ذات يوم نائبا لأوباما إبان رئاسته وكان أيضا مؤيدا لسياسته تجاه التنظيم الإخوانى فهو بعد أن صار رئيسا لا يمكنه، بأى حال من الأحوال، السير على درب أوباما في التعامل مع الإسلام السياسى فلن يكون بمقدور بايدن كما يرى كثير من المحللين أن يتجاهل ما أضحى اليوم محل إجماع بين حلفائه الأوروبيين حول ظاهرة الأصولية الإسلامية التى باتت تشكل لهم تهديدا أمنيا خطيرا. 

 

ولا يخفى على أي مراقب للأحداث سياسة بايدن في ضرورة إعادة الولايات المتحدة إلى حظيرة الاتفاقات السابقة مع الدول الأوروبية التى كانت الولايات المتحدة طرفا أصيلا فيها، قبل أن ينسحب ترامب منها مثل معاهدات المناخ والتجارة العالمية وحلف الأطلسى.

 

تكشف ذلك جليا في أزمة غزة الأخيرة وتبنى الإدارة الأمريكية وجهة النظر المصرية فى حل الأزمة.

 

ففي ٢١ مايو ٢٠٢١، وجه الرئيس الأمريكى جو بايدن الشكر للرئيس عبدالفتاح السيسى عقب جهود التوصل لتهدئة بين إسرائيل والفلسطينيين.

 

وقال جو بايدن خلال كلمته للتعليق على الهدنة في قطاع غزة: «أعبر عن امتناني للرئيس المصرى الذي لعب دورا دبلوماسيا لوقف إطلاق النار». 

 

من جانبه، عبر الرئيس عبد الفتاح السيسى في تغريدة على «تويتر» عن تقديره للرئيس الأمريكي جو بايدن لدوره فى إنجاح المبادرة المصرية لوقف إطلاق النار وتحقيق التهدئة فى غزة.

 

وجاء في التغريدة: «وقد كانت الرؤى بيننا متوافقة حول ضرورة إدارة الصراع بين كافة الأطراف بالطرق الدبلوماسية، وهو الأمر الذى يؤكد عمق ومتانة العلاقات الاستراتيجية بين مصر والولايات المتحدة».

الإخوان وبريطانيا.. علاقة قديمة متجددة

منذ تأسيس الجماعة ١٩٢٨، احتضنتها بريطانيا ومنحت قياداتها فيما بعد فرصة للمشاركة المجتمعية فى بريطانيا واستغل تنظيم الإخوان المسلمين تلك الفرصة في توسيع نفوذهم في بريطانيا من خلال الخطاب المزدوج الذى يدعو إلى تأجيج مشاعر العنصرية والكراهية، ما دفع العديد من النواب داخل البرلمان البريطاني للمطالبة بحظر تنظيم الإخوان المسلمين.

 

ومؤخرا، دعا اللورد «مارليسفورد» حكومة رئيس الوزراء «بوريس جونسون» فى ٢ مارس ٢٠٢١ إلى الكشف عن خططها فيما يتعلق بنشر التقرير بالكامل عن جماعة الإخوان بعد إصدار ملخص فى عام ٢٠١٥. التي لم تتضمن أهم الاستنتاجات.

 

وأضاف عضو مجلس اللوردات أن الأمر أثار علامة استفهام حول التفاصيل الواردة في التقرير بشأن تهديد الإخوان للأمن القومى البريطانى، كما حث حكومة «جونسون» على الكشف عن موقفها وتقييمها لتلك النتائج، مؤكدًا أن النتائج المنشورة للمراجعة تشير إلى تهديد الإخوان المسلمين للأمن القومى البريطانى ومصالحها، كما سأل اللورد مارليسفورد الحكومة عن الخطط التى لديها لإجراء مراجعة أخرى للإخوان المسلمين.

 

من جانبها، بدأت جماعة الإخوان المسلمين خطوات جدية وفعلية في تنفيذ سيناريوهات منها توفير ملاذات سريعة وآمنة للعناصر التي قد تخرج من تركيا، وتوفير منصات إعلامية بديلة لاستيعاب العاملين فى فضائيات إسطنبول، واستقر الرأي على توفير ملاذات آمنة فر بريطانيا، وبحسب المعلومات بالفعل غادرت ٤ أسر إخوانية كاملة من تركيا وتوجهت إلى بريطانيا فى مارس الماضى.

 

إلا أن المراقبين أظهروا في تقارير نشرتها الصحافة البريطانية، أن حزب المحافظين البريطاني لديه علاقات قوية مع جماعة الإخوان، التى ساعدت الحزب في العديد من الجولات الانتخابية من خلال حشد الناخبين المسلمين لانتخاب مرشحي الحزب. 

 

و يسارع قادة الإخوان فى بريطانيا إلى العمل لاجتذاب حلفاء في حزب العمل، والاتجاه إلى تلميع سمعة الإخوان في الصحف البريطانية.

ولم تحظر بريطانيا جماعة الإخوان لأسباب متعددة منها:

المصالح المتبادلة: السفير البريطانى السابق لدى ليبيا «بيتر ميليت» لوبيّا يتولى مهمة توثيق التحالف بين لندن والإخوان المسلمين فى ليبيا وتربط ميليت علاقات جيدة بحكومة الوفاق وخاصة مع مؤسسة النفط التي عُيّن فيها مستشارا بعد انتهاء مهمته سفيرا، وهدف تعيين «ميليت» مستشارا لتثبيت دوره كراع دائم للتحالف بين الإخوان المسلمين والحكومة البريطانية وفقا لـ«العرب اللندنية» فى ١٧ مارس٢٠٢٠. 

 

ويرتبط «ميليت» بعلاقات باللوبي الليبى المرتبط بالإخوان فى بريطانيا من خلال مجلس الأعمال الليبى البريطانى، ويؤثر بشكل كبير على توجهات الحكومة البريطانية.

 

أداة ضغط على بعض الدول: تستخدم أجهزة الأمن البريطانية جماعة الإخوان للاستفادة منهم كأداة ضغط على بعض دول الشرق الأوسط حيث كشفت وثائق سرية تم الإفراج عنها وفق قانون حرية المعلومات، واستغلت بريطانيا شعبية وتأثير جماعة الإخوان المسلمين لشن حروب نفسية ودعائية سرية على أعدائها.

 

حماية للاقتصاد البريطانى والأمن القومى: تحتضن بريطانيا تنظيم الإخوان لأنه بحسب رؤى داخل مركز صناعة القرار فى الإدارة البريطانية يشكل حماية لبريطانيا والمواطنين البريطانيين في كل مكان من الهجمات الإرهابية!! وتنامت حجم الاستثمارات المباشرة وغير المباشرة لجماعة الإخوان فى بريطانيا، ويمتلك تنظيم الإخوان ثروات مالية تتراوح بين ٨ – ١٠ مليارات دولار.

 

لندن كملاذ آمن: تستغل قيادات الإخوان، الحالة الفوضوية التى تسمح بها بريطانيا في الحصول على جنسيتها كى تضمن لها حماية للتواجد فى لندن، بل والسفر إلى مختلف دول أوروبا، فعدد كبير من القيادات التى تعيش في إنجلترا حصلت على الجنسية البريطانية، فى الوقت الذى تستثمر فيه بريطانيا رؤوس أموال الجماعة لصالح اقتصادها.

 

ومن أهم قيادات الإخوان التي حصلت على الجنسية البريطانية، وتدير أعمال الجماعة خلال الفترة الحالية، إبراهيم منير والذى يمكث في لندن منذ ٣٠ عامًا، حيث يسيطر منير على معظم شركات الجماعة فى بريطانيا، وكذلك يدير معظم الجمعيات الإسلامية التابعة للتنظيم الدولى فى لندن.

 

كما تحمل مها عزام، رئيسة ما يسمى المجلس الثورى الإخوانى، الجنسية البريطانية وتعمل أستاذة بأحد معاهد الدراسات فى لندن، حيث تضمن لها الجنسية حرية التحرك بين البلدان الأوروبية.

 

أنس التكريتى، القيادى الإخوانى أيضًا يعد أحد كبار رجال الأعمال الإخوان العرب في لندن، ويحمل الجنسية البريطانية، وهو مؤسس قرطبة الحقوقية التى تقوم بعمل ندوات ومؤتمرات لصالح الجماعة.

 

عبد الله الحداد، المسئول عن النشاط الإعلامى للإخوان فى لندن، أحد من يحملون الجنسية البريطانية أيضًا، حيث تضمن له حرية التحرك فى الدول الأوروبية.

محمد رمضان 

محمد رمضان، حفيد حسن البنا أيضًا يحمل الجنسية البريطانية، وكان أحد مستشارى رئيس الوزراء السابق ديفيد كاميرون، حيث عاش حفيد مؤسس الإخوان منذ عقود في بريطانيا.

 

عدد كبير من قيادات الإخوان حصلوا على الإقامة فى بريطانيا لتضمن حمايتهم بعد عزل محمد مرسى من بينهم محمد سودان، المتحدث باسم لجنة العلاقات الخارجية بحزب الحرية والعدالة المنحل، الذى حصل على إقامة فى بريطانيا تضمن له البقاء فى لندن، وممارسة نشاطه المتعلق بالإخوان.

 

الإخوان والبحث عن ملاذات اّمنة: تبحث الجماعة الآن عن ملاذات آمنة تتوجه إليها بعد مغادرة تركيا ويرى الباحث السياسي هانى نسيرة أنه فى إطار البحث الإخواني عن ملاذ بديل، مع تصاعد خطوات التقارب التركى ومؤشراته مع مصر وحلفائها، تُطرح إيران ونظام الولى الفقيه وتصدير الثورة الإسلامية بديلًا مرجحًا ومحتملًا عن تركيا التي ترهص بالتخلي عنهم؛ حفاظًا على مصالحها مع مصر ودول المنطقة الأخرى، وخروجًا من بعض الأزمات الاقتصادية والاستراتيجية نتيجة إيوائها لعناصر الجماعة المحظورة.

 

ويبدو البديل الإيراني متوقعًا لجماعة الإخوان وعناصرها الهاربة نتيجة توافقات وتطابقات في التصورات الفكرية والسياسية والمنهجية؛ فالإخوان أكثر قربًا وتماهيًا إلى “حكم المرشد” ونظام الثورة الإسلامية الإيرانية، وتصورها الشمولى وعالمية الثورة الإسلامية، فضلًا عن علاقات تاريخية وطيدة منذ عقود ما قبل الثورة، بدأت مع جماعة مجاهدى صفوي المقرَّب من سيد قطب، والذى تم إعدامه في إيران سنة ١٩٥٥، ثم مع الخمينى مرشد الثورة منذ وجوده في منفاه فى فرنسا ولقائهم به، ويذكر بعض الباحثين أنهم مَن اقترحوا عليه لقب المرشد للثورة، كما كانوا أول المهنئين له.

كما أن إيران الداعم الأكبر لمختلف الحركات الإسلامية السياسية في العالم العربى والإٍسلامى؛ فقد استضافت طهران حتى نهاية عام ١٩٩٢ مقارَّ لـ ٢٥ تنظيمًا إسلاميًا راديكاليًا عبر العالم، كما دربت كوادر إسلامية متهمة بأنها كانت راديكالية في إيران، وهي تقدم دعمًا ماديًا وتموينيًا لمنظمات إسلامية راديكالية، وترسل معلمين ومدربين لهم، وتتبنى عمليات عنف وعمليات مخابراتية تقوم بها هذه المنظمات، بالإضافة إلى مساعدات مالية وتدريب عسكرى خاصة للجماعات المسلحة فى العراق ولبنان، كما قامت بتدريب عناصر القاعدة منذ ذلك التاريخ، ومثلت الملاذ الآمن لعناصرها ولكثير من قياداتها، وكذلك أسرة مؤسس القاعدة الراحل أسامة بن لادن الذي قُتل سنة ٢٠١١، وذلك على مدى عقود، ولا تزال.

 

وهناك وجهة أخرى ترحب باستضافة عناصر الجماعة ومنصاتها الإعلامية، وذلك بالتوافق مع النظام الإيرانى، حيث أعلن القيادي فى ميليشيا الحوثيين الإرهابية المدعومة من إيران، محمد على الحوثى، أواخر يونيو الماضى عن أن جماعته على استعداد لاحتضان قيادات الإخوان الإعلامية المصرية الفارة في تركيا، وأعلن ترحيبه بالإعلاميين محمد ناصر ومعتز مطر الفارين فى تركيا والعاملين في قنوات تستهدف ليل نهار شعب وقيادة دولة مصر، مبديًا استعداده تقديم الحماية لهما، وهناك مصادر سياسية يمنية، أكدت أن دعوة الحوثى تلك تأتي ضمن التنسيق الواضح بين الأجندات الإيرانية والتنظيم الدولى للإخوان المعادية لدول التحالف العربى وجمهورية مصر العربية.

 

كما كشف حجم التنسيق بين قيادات الإخوان المسلمين والحوثيين، كأحد اذرع إيران فى المنطقة حيث أفادت عشرات التقارير والمعلومات والاعترافات تمويلها للحوثيين والإخوان في اليمن وميليشيا إيران الأخرى فى المنطقة، والاتفاق الأيديولوجى بين الإخوان وحركات الإسلام السياسى المختلفة.

 

ولاقى هذا التصريح استهجان الكثير من أبناء الشعب اليمنى الرافضين للمشروع الحوثي والإخوانى فى اليمن، داعين إلى ضرورة القضاء على الأجندات التآمرية التى تنفذها دول إقليمية، بأدوات جماعات الإسلام السياسى.

الجامعة العربية

محاولات استغلال التناقضات للعودة إلى الحياة.. محكوم عليها بالفشل

محاولات الجماعة الإرهابية للعودة للحياة، ومحاولاتها البراجماتية لاستغلال التناقضات التي تتوفر لها بقصد أو سؤ نية، أو عدم فهم لمخاطر تلك العودة من بعض القوى والدول، إقليميا ودوليا، محكوم عليها بالفشل، فمهما حاولت أو أدعت لنفسها من تغيير أو تبني مفاهيم وسياسات جديدة تتلائم مع قيم الديموقراطية وقبول الآخر واحترام قيم الاختلاف والتنوع، فالجماعة محكومة بأيدلوجيتها وأفكارها وثوابتها، والتي أثبتت مسيرتها وممارساتها على مدى ما يقرب القرن من الزمان صعوبة، بل واستحالة الفكاك والتخلص منها.

 

ونعود لبيان عبدالرحيم على رئيس مركز دراسات الشرق الأوسط بباريس ولندن، لنؤكد معه على أنه وبعد مرور ٨ سنوات من الثورة الشعبية المصرية فى ٣٠ يونيو ٢٠١٣، والتي خلعت الإخوان وأطاحت بمشروعهم للسيطرة على الدول العربية، يحاول التنظيم من جديد إحياء هذا "الوهم الكبير" الذى يدعى الربيع العربى، برعاية أمريكية من أجل تخريب المنطقة وإدخالها فى حروب وصراعات من أجل السيطرة عليها وسرقة كنوزها وثرواتها.

 

وعلى الدول العربية والجامعة العربية، أن تدرك المخاطر التى تواجه الأمة في تلك اللحظة، وأن تنتبه للمخططات التي تعدها تلك الجماعة الإرهابية برعاية أمريكية، إذ بعد مرور قرن من الزمان على اتفاقية سايكس بيكو يحاول البعض رسم خريطة جديدة للمنطقة بيد بعض أبنائها للأسف، دون تحريك قطعة عسكرية واحدة من الدول الاستعمارية، مطالبا بالحذر والانتباه، فهؤلاء الذين يشرفون على ذلك المخطط يهدفون لكسر الجيوش العربية من أجل استعمار بلادنا من جديد.