من أرشيف عبد الرحيم علي
عبدالرحيم علي يكتب: ماذا لو فعلها أحمد عز؟!
نشر يوم الثلاثاء 16 ديسمبر 2014
عندما اتصل بي الزميل نصر عبده، مدير تحرير موقع «البوابة نيوز»، ليزفَّ لي خبر اعتزام المهندس أحمد عز، أمين التنظيم السابق للحزب الوطني الديمقراطي، الترشح للبرلمان، قلت له إن أحمد عز أذكى من أن يفعلها، لأنه يعلم أنه انتحار سياسي ومادي في آن واحد، لكنني أردفت له قائلا: ولكن أحمد عز مغامر أيضًا، لعب بالوطن كله عندما قرَّر الاستحواذ على برلمان ٢٠١٠، دون منازع، لصالح الحزب الوطني وشلة جمال مبارك، في محاولة مفضوحة، آنذاك، للتجهيز لعملية توريث الحكم، أنكر من أنكر، ونفى من نفى.
والحقيقة، فقد ذكرني موقف أحمد عز وموقفي مما يفعله الآن، بما قلته من توقعات تحققت بنسبة مائة في المائة، عندما ترددت أنباء في مارس من عام ٢٠١٢ حول اعتزام المهندس خيرت الشاطر الترشح لرئاسة الجمهورية.
قلت يومها بالحرف الواحد، في تصريحات صحفية نشرها موقع «اليوم السابع»، في ٣١ مارس ٢٠١٢، إن ذلك بداية كتابة الإخوان وثيقة انتحارهم سياسيًّا، وأضفت أن محاولة الإخوان الدفع بمرشح للرئاسة من عينة خيرت الشاطر بعد استحواذهم على البرلمان ما هي إلا محاولة للاستحواذ على الوطن بأكمله، وفى هذه الحالة ستتفوق الجماعة على الحزب الوطني في مجال السيطرة على الحياة السياسية والمجتمع بشكل عام.
وقد صدقت توقعاتي كل، وكانت خُطوة الدفع بمرشح للجماعة على مقعد الرئاسة، والتي تمت عن طريق الدفع بمرسي العياط بديلًا للشاطر، الذي تم استبعاده عن طريق اللجنة العليا للانتخابات، بمثابة المسمار الأخير الذي تم دقُّه في نعش الجماعة، تلك التي ظلت ثمانين عامًا تثير الجدل في الشارع المصري، باعتبارها رقمًا لا يمكن تجاوزه في الحياة السياسية المصرية والعربية.
والآن يأتي دور أحمد عز، الذي فلت بأعجوبة من غضب المصريين، بعد ٢٥ يناير، بسبب ما سبَّبه من أضرار بالحياة السياسية المصرية وبالمناخ العام، ليخونه ذكاؤه، ظنًّا منه أن الأيام والسنوات الماضية كانت كفيلة بنسيان كل شىء.
نسي عز أن المصريين نابهم أزرق، خصوصًا إذا غضبوا، وغضبتهم ربما لن يحتملها عز هذه المرة، عن نفسي أتمنى ألّا يفعلها المهندس أحمد عز حفاظًا على نفسه أولًا من الانتحار السياسي، والمادي في آن، وقبل هذا حفاظًا على بلد يحاول أن يتعافى من جراحه التي ما زالت تنزف، وكانت معظمها إن لم تكن كلها بسبب أحمد عز ومن على شاكلته.