السبت 23 نوفمبر 2024

من أرشيف عبد الرحيم علي

عبدالرحيم علي يكتب: مقاتلون من أجل الوطن

نُشرعلى موقع البوابة نيوز يوم الاثنين 16مارس2015

نشر
عبد الرحيم علي

« في البوابة لن نستسلم لأحد.. سنفعل ما نعتقد أنه حق وخير، ليس لأنك تستحق ذلك فقط، ولكن لأن هذا حقك علينا، فلا صحافة بلا قارئ.. ولا صحفى بلا جمهور.. صحيح أننا لن نخضع لك، ولن ننافقك، ولن يأخذنا ابتزازك إلى حيث تريد أنت وحدك.. لكننا لن نتجاهل أننا في سفينة واحدة، يريدون لها الغرق.. ونريد لها النجاة، ولذلك من الأفضل أن نكون مرآتك.. التي لن تكذب عليك أبدًا.. فثق بنا.. وتوكل معنا على الله وادخل بوابتنا التي لن نغلقها في وجه أحد أبدا».
كانت هذه «نصًا» كلماتى التي قدمت بها العدد الأول من جريدة «البوابة»، وأعتقد أننا لو قدمنا لقارئنا العزيز كشف حساب، فسنجد أنفسنا ملتزمين تماما بما قلناه، ولم يجبرنا أحد عليه.
الآن نحن في العدد الأول بعد المائة، بين يديك مائة عدد، كل منها يمكن أن نكتب قصته، أن نحكى لك عن أسراره، نعتز بما قدمناه، وأعتبر الفريق الذي تصدى لهذا العمل نجح تمامًا في المهمة التي قرر أن يقوم بها.
لقد خرجنا والصحف اليومية تقف على باب التيبس، يمسك بها القارئ كل يوم وهو متوقع تمامًا لما سوف يطالعه فيها، فقررنا أن تكون جريدتنا كل يوم مفاجأة، لقد استسلمت الصحف اليومية لما يمكن أن تتعامل معه على أنه جدول أعمال ثابت، وكأن مساحتها أصبحت مقسمة على نحو معين، لا يمكن لها أن تخرج عليه، كسرنا هذا، فالجريدة نرتبها كما نرى، فليس فرضا علينا أن نخصص مساحة معينة لمؤسسة بعينها لمجرد أن الصحف الأخرى تفعل ذلك.
إننا مبعوثو المهنة المقدسة من أجل بث الحيوية في الشرايين التي فقدت روحها، ولو استطعنا أن ننجز هذه المهمة فقط، لكان هذا كافيا جدا.
لقد دخلنا مساحات خطرة ونحن نتصدى للجماعات الإرهابية بلا مواربة، وتعمقنا في مساحات الخطر، عندما وقفنا أمام أباطرة المال الفاسد، الذين قرروا أن يربحوا على جثة الوطن، رغم أنهم لا يكفون أبدا عن الغناء بحبهم لهذا الوطن، وهو حب كاذب مثل الحمل الكاذب تمامًا، سرعان ما تظهر حقيقته، وقد اخترنا نحن أن نكون من يكشف حقيقة هؤلاء.
لقد عملت في صحف أسبوعية كثيرة، منحتها من روحى، وكنت أتابع التجارب اليومية بحذر شديد، لكنى عندما أصبحت في قلبها أشفقت على هؤلاء الذين يحبسون أنفسهم وقدراتهم ومواقفهم في سجون الصحف الأسبوعية التي أصبحت تستحق الشفقة، ولا مكان لها إلا المتاحف، دع عنك المتعة التي تقابلها يوميًا وأنت في قلب معركة وطن، تتابعه وتدفع به إلى الأمام، دون أن تنتظر وتجلس كندابة تعارض وتنتقد بلا مبرر ولا هدف، فهذا هدف راق جدا.
لقد بدأنا بكم... وسنظل معكم... كل ما أستطيع أن أعاهدكم به وعليه أننا لن نخذلكم أبدًا.. فابقوا معنا.
عندما فكرت في تأسيس جريدة «البوابة» كانت عيناى على القضية الكبرى لهذا الوطن، قضية استهدافه من قوى الظلام التي تسعى جاهدة لتخريبه، كان قرارى واضحا، وهو أن تكون هذه الجريدة في طليعة المقاتلين، إننا لا نريد من أحد جزاء ولا شكورا، نعمل فقط من أجل الوطن، ولذلك كان خطنا -ولا يزال- مناهضا لكل محاولات هذه الجماعات الإرهابية لتركيع الوطن، وكسر إرادته، وتفتيت جيشه.
مبكرا جدا كانت رؤيتنا واضحة، لم نعانِ في يوم من الأيام من فقدان البوصلة، ولم نراهن أبدا إلا على هذا الشعب الذي يملك القدرة على التغيير عندما يريد أن يفعل ذلك، كنا نرى أمامنا تجار الوطن ونشطاء «السبوبة» يتحركون على المسرح السياسي، معتقدين أن أحدا لن يقترب منهم، لكن مسئوليتنا الوطنية جعلتنا نقف لهم بالمرصاد، دون أن نخشى أحدا، أو يقف في طريقنا عائق.. فقد أقسمنا أن نبذل أرواحنا من أجل عزة الوطن ورفعته.
تعجب كثيرون من رغبتنا في إصدار جريدة يومية، قالوا: «ما الذي يمكن أن تضيفوه، والسوق يشكو كثرة الإصدارات التي لا تقدم شيئا، كل ما تفعله أنها تزيد الصخب، وتثير الغبار دون أن تقدم شيئا له قيمة لقارئها»، وكان ردنا من خلال أعدادنا التي توالت، لتؤكد أنه لا يزال هناك جديد، وأن معين الإبداع المهنى لا يمكن أن ينضب في مصر، وأننا نمتلك المعلومة والقدرة على التحليل، ثم إننا- وهذا هو المهم- لا نسير خلف السائرين، بل لنا موقف نعلنه، وعلى استعداد كامل لأن ندفع ثمنه.
لقد خطت هذه الجريدة إلى الأمام، نعرف جيدا حجم تأثيرها، ونعرف أيضا أنها مقلقة بما يكفى، ونعرف أكثر أن المستقبل لها، لأنها لا تساوم على مواقفها، ونعرف أن هناك كثيرين يتربصون بها، لأنها رفضت منذ البداية أن تسير في طابور الصحافة التقليدية، تلك الصحافة التي تلهث وتعمل بطريقة الخداع البصرى، وعندما تقترب منها لا تجد شيئا حقيقيا.
لقد قررنا منذ البداية ألا يكون البريق الذي نملكه خادعا، فنحن لدينا ما نقوله، وما ندافع عنه، وهو ما يجعلنا على قناعة تامة بأن المستقبل سيكون لهذه التجربة الفريدة، التي تقوم على أكتاف شباب صغار، رأيت فيهم إضافة إلى العمل الصحفى.
لقد قررنا أن نحتفل بصدور الـ١٠٠ عدد الأولى من جريدة «البوابة»، في وقت تحتفل فيه مصر كلها بنجاح المؤتمر الاقتصادى، ولأننا على قناعة أننا من حقنا أن نحتفل، ومن حق المصريين جميعا أن يسعدوا بإنجازهم الكبير في ثورتهم العظيمة.. هم يريدون أن يجعلوا البلد مظلما، ونحن قررنا أن نحول أيامنا جميعها إلى أفراح، هذه رسالتنا لن نتخلى عنها أبدا مهما كانت التحديات، فاستطعنا أن نعمل ونقاتل من أجل هذا الوطن، وأعاهدكم أننا لن نخذله أبدا.