من أرشيف عبد الرحيم علي
الملفات السرية للإخوان الحلقة الثانية اغتيال النقراشي باشا
نشر بتاريخ 29/ديسمبر/2013 بموقع "المركز العربى للدراسات والبحوث"
الجماعة كانت تعد خطة احتياطية فى حالة فشل عبد المجيد
القاتل انتظر النقراشى ثلاثة أيام وأغتاله فى اليوم الرابع
مشهور كان يحمل تقريرا حول تفجير محلات عمر افندي ونيقولا بالجليجنايت
فى الحلقة السابقة أوردنا اعترافات منفذى عملية إغتيال محمود فهمي النقراشي، وكيف جرى التخطيط لتنفيذ العملية وصولاً الى اتفاق المتهمين على الخطة وانتظارهم لليوم المناسب لتنفيذها , ونعرض اليوم مراحل تنفيذ العملية و اعترافات المتهمين بتنفيذها كما رووها على لسانهم وكما أثبتتها مذكرة نيابة الأستئناف .
وفي يوم الاثنين 20 ديسمبر سنة 1948 ذهب عبدالمجيد الى المنزل- الذى أُعِّدَ لتغيير ملابسه فيه - حيث وجد احمد فؤاد وعبدالحليم محمد احمد وجلال الدين يسن وارتدى عبدالمجيد سترة الضابط كما ارتدى جلال سترة الكونستابل وتم ذلك باشراف احمد فؤاد وأعطى هذا لعبد المجيد مسدسا برتاً كما أعطى جلال طبنجة كولت واتفقوا على ان يذهب عبدالمجيد إلى قهوة الأعلام وجلال الى المقهى الكائنة امام وزارة الداخلية وتلقى عبدالمجيد في القهوة الأولى اخطارا تليفونيا باقتراب موعد وصول المجني عليه فذهب إلى وزارة الداخلية وشاهد محمود فرغل المتهم السادس خارجا منها وبقى عبدالمجيد في بهو الوزارة نحو نصف ساعة ولم يحضر النقراشي باشا فذهب عبدالمجيد إلى جلال في القهوة التي كان ينتظره فيها وأخبره بما حصل وعاد إلى ذلك المنزل بشبرا حيث غير ملابسه ووجد ان جلال الدين قد سبقه اليه وخلع سترة الكونستابل – وبعد الظهر قابل عبدالمجيد محمود فرغل وعلم منه ان النقراشي باشا لا يحضر الى وزارة الداخلية إلا في أيام الأحد والثلاثاء والخميس وأدرك من ذلك أنه قصد اجراء تجربة عملية وفهم من محمود فرغل أنه مكلف هو الآخر بقتل النقراشي باشا – وفي المساء قابل احمد فؤاد في منزله وأخبره بحديث محمود فرغلى معه فأجابه احمد فؤاد بأنه قد عدل عن تنفيذ القتل بواسطة محمود فرغل وأمره هو بالتنفيذ
كلاكيت ثاني مرة:
ونمضي مذكرة نيابة الإستئناف لتذكر“,” وفي اليوم التالي (الثلاثاء 21 ديسمبر سنة 1948) وفي صبيحة هذا اليوم ذهب عبدالمجيد إلى منزل شبرا حيث ارتدى هو وجلال كل سترته العسكرية تحت اشراف احمد فؤاد وذهب كل الى المقهى المعين له ولم يتلق عبدالمجيد الاخطار التليفوني وعلم فيما بعد ان السبب يرجع إلى ان سيارة النقراشي باشا قد غيرت طريقها المعتاد واتفق عبدالمجيد واحمد فؤاد وجلال على المقابلة في ميدان فاروق الساعة 5 مساء وتقابلوا فيه في الموعد المحدد وأمرهما احمد فؤاد بالذهاب إلى منزل عاطف عطيه في اليوم التالي (يوم الاربعاء 22 ديسمبر سنة 1948) وفيه تقابل عبدالمجيد وجلال في قهوة ايزائيفتش بميدان الخديوي اسماعيل وذهبا معا إلى منزل عاطف عطيه حيث كان موجودا هو والسيد فايز واحمد فؤاد وقال هذا الأخير ان تنفيذ الجريمة قد أرجئ حتى تتخذ الإحتياطات لضمان سلامة الشيخ حسن البنا ان فكّر أحد في قتله انتقاما لقتل النقراشي باشا واتفقوا على المقابلة في منزل عاطف عطيه في مساء يوم السبت التالي (25 ديسمبر سنة 1948) وذهب عبدالمجيد الى المنزل في الموعد المحدد حيث وجد كلا من عاطف واحمد فؤاد والمتهم الثاني محمد صلاح الدين عبدالمعطي والمتهم الثالث شفيق ابراهيم أنس وقال احمد فؤاد انه حدث تغيير في الخطة يقضى بأن يلبس شفيق أنس سترة الكونستابل بدلا من جلال وان يلبس محمود كامل المتهم الرابع سترة جندي بوليس وان المقصود من ذلك ان يعاونا عبدالمجيد على الهرب ان أفلح في تنفيذ الجريمة وان ينفذاها ان فشل هو في ذلك واستلم كل منهما مسدسا كما استلم شفيق أنس قنبلة فسفورية واتفقوا على التنفيذ في اليوم التالي (الاحد 26 ديسمبر سنة 1948) .
كلاكيت ثالث مرة:
وفي صباح هذا اليوم ذهب عبدالمجيد الى منزل شبرا حيث وجد كلا من شفيق انس ومحمود كامل واحمد فؤاد ولبس هو والاثنان الأولان كل سترته المخصصة له وذهب عبدالمجيد إلى قهوة الأعلام كما ذهب زميلاه الى القهوة الكائنة أمام وزارة الداخلية ولم يتلق عبدالمجيد الاخطار التليفوني فعاد إلى منزل شبرا حيث لحق به شفيق انس ومحمود كامل وأبدلوا ملابسهم وقابل عبدالمجيد احمد فؤاد ظهراً فنبه عليه بالحضور إلى منزله في المساء مع محمود كامل كما نبه على شفيق انس بذلك وفي المساء مر على محمود كامل في منزله بشبرا وصحبه إلى منزل احمد فؤاد حيث وجدوا معه شفيق انس والسيد فايز وأمرهم احمد فؤاد والسيد فايز بالتنفيذ في يوم الثلاثاء التالي (28 ديسمبر سنة 1948) .
يوم الاغتيال:
وفي صبيحة هذا اليوم ذهب إلى منزل شبرا حيث وجد شفيق أنس ومحمود كامل ولبس كل سترته العسكرية وذهب عبدالمجيد إلى قهوة الأعلام على أن ينتظر شفيق أنس ومحمود كامل في القهوة الأخرى وتلقى عبدالمجيد الإخطار التليفوني فدخل بهو الوزارة وانتظر فيه حتى قدم المجني عليه وسار في طريقه إلى المصعد فأطلق عليه الرصاص.
شاهد يروي كيفية التخطيط للجريمة:
وتمضي مذكرة نيابة الإستئناف فتسرد أن عبدالمجيد احمد حسن قد تعرف على كل من المتهمين الاول والثالث والرابع والخامس والسادس والسابع والثامن السيد فايز عبدالمطلب وشفيق ابراهيم انس ومحمود كامل السيد وعبدالحليم محمد احمد ومحمود حلمى فرغل ومحمد احمد على وجلال الدين يسن عند عرض كل منهم عليه بين آخرين.
وأرشد عبدالمجيد عن منازل السيد فايز عبدالمطلب ومحمود كامل السيد ومحمود حلمي فرغل ومحمد احمد على كما وصف منزل كل من السيد فايز وعبدالحليم محمد احمد وصفا دقيقا تبينت صحته.
ثانيا : نفى المتهم الثامن جلال الدين يسن بادئ الأمر الوقائع التي ذكرها عبدالمجيد احمد حسن عنه وعاد فأقر بعد مواجهته له وقرر بأنه تقابل مع المتهم الخامس عبدالحليم محمد وصحبه في منزل عاطف عطيه حيث اجتمع معه ومع عبدالمجيد احمد حسن والضابط فريد (الاسم المستعار لاحمد فؤاد) والمتهم الأول السيد فايز عبدالمطلب وحضر بعد قليل الشيخ سيد سابق وأدار السيد فايز دفة الحديث باعتباره رئيساً ورسم أحد الحاضرين مبنى وزارة الداخلية وتحدث السيد سابق حديثا عن الشهداء قال فيه ان عبدالرحمن عبدالخالق استشهد في فلسطين وصارت الجنة من نصيبه وأفهم السيد فايز جلال الدين يسن بأن عليه أن يلبس سترة كونستابل وينتظر في مقهى أمام وزارة الداخلية وان يدخلها عند سماعه صوت الرصاص لمعاونة عبدالمجيد على الهرب وأمره السيد فايز بأن يذهب مع عبدالحليم محمد احمد إلى منزل في شبرا ليلبس فيه سترة الكونستابل – وفي صباح اليوم التالي ذهب مع عبدالحليم إلى منزل في شبرا حيث وجد الضابط فريد وكذا عبدالمجيد لابسا سترة ضابط بوليس ولبس هو سترة كونستابل وخرج عبدالمجيد من المنزل قبله ثم ذهب هو الى المقهى الكائن أمام وزارة الداخلية حيث وجد فيه شفيق ابراهيم أنس المتهم الثالث وقد انصرف هذا بعد فترة وحضر بعد ذلك عبدالمجيد وقال ان النقراشي باشا لم يحضر الى الوزارة فعاد جلال الى منزل شبرا حيث أبدل ملابسه وفي المساء ذهب إلى منزل عاطف عطيه حيث وجده هو والسيد فايز واحمد فؤاد وعبدالمجيد احمد حسن وروى عبدالمجيد ما حصل في ذلك اليوم وقال انه علم من أحد الاخوان بأن النقراشي باشا لا يحضر الى وزارة الداخلية يوم الاثنين واتفق على التنفيذ في اليوم التالي – وفي صباح هذا اليوم ذهب جلال الى منزل شبرا حيث لبس هو وعبدالمجيد سترته العسكرية بحضور احمد فؤاد وذهب إلى المقهى الكائن أمام وزارة الداخلية في انتظار تنفيذ الجريمة ووجد فيه شفيق ابراهيم أنس وأدرك من الحالة التي شاهدها أنه يراقبه وانصرف شفيق من المقهى فقام جلال منه هو الآخر وقد عدل عن الإشتراك في التنفيذ ولكنه فكر ثانية في العودة لمقابلة عبدالمجيد وقابله عائدا في الطريق وأخبره هذا أنه لم يتلق الإخطار التليفوني واتفق معه على المقابلة في ميدان فاروق حوالي الساعة 6 مساء وقابله في الموعد المحدد وكان معه الضابط فريد الذي أمرهما بمقابلته أمام دار الحكمة الساعة 8.30 مساء فجلس هو وعبدالمجيد في قهوة ايزائيفتش بميدان الخديوي اسماعيل وركبا الترام قبيل الموعد المحدد في طريقهما إلى دار الحكمة فقابلا فيه الضابط فريد وذهب ثلاثتهم إلى منزل عاطف عطيه حيث وجداه هو والسيد فايز وعارض جلال في إشتراكه في تنفيذ الجريمة واحتج بمرضه وسافر في صباح اليوم التالي الى بلده المنصورة وعاد منها في يوم السبت وفي يوم الثلاثاء التالي علم بحادث القتل.
وقد تعرف جلال الدين يسن على كل من عاطف عطيه حلمى والسيد فايز عبدالمطلب وعبدالحليم محمد احمد عند عرضهم عليه بين آخرين.
ووصف جلال منزل كل من السيد فايز وعاطف عطيه وصفا صحيحا وأرشد عن منزل ثانيهما وعن المسكن الذي كان يغير فيه ملابسه بشبرا فتبين أنه الشقة الواقعة على اليسار في الطابق الأول من المنزل رقم 35 شارع على يونس بشبرا المملوك للشاهد الأول محمد احمد دياب وهو نفس المسكن الذي أرشد عنه عبدالمجيد وقالت صديقة طه محمد زوجة صاحب المنزل أنها سبق ان شاهدت جلال هذا يتردد على منزلها.
ثالثا : ثبت من الاطلاع على جدول الخلايا المحرر بخط السيد فايز عبدالمطلب انه قد أثبت فيه اسماء المتهمين السابع والثامن والتاسع محمد احمد وجلال الدين يسن ومحمد نايل محمود ابراهيم وأمامهم على التوالي أرقام 141 و 262 و 128 وقد ضبطت في حافظة مصطفى مشهور المشار اليها في القائمة الاصلية (قائمة شهود الإثبات وسنأتي على ذكرها في الحلقات التالية) ثلاثة تقارير تحمل رقم 141 عن محال عمر افندي وبوندي ونيقولا ماراتوس ثبت من تقرير الخبراء انها مكتوبة بخط المتهم السابع محمد احمد على ووصف كل منها المحل وما فيه من بضائع وكيفية وضع مادة مفجرة فيه كالجليجنايت كما وصف طريقة الهرب بعد ارتكاب الحادث.
وإلى اللقاء، في الحلقة القادمة، لنكمل اعترافات الجناة، وملاحظات النيابة العمومية.