من أرشيف عبد الرحيم علي
عبدالرحيم علي يكتب: العلاقات المصرية السعودية والصيد في الماء العكر
نُشر في موقع البوابة نيوز، الإثنين 20 يوليو 2015
ثلاثة محددات تحكم رؤيتنا في ملف العلاقات العربية العربية، وفي القلب منها العلاقات المصرية السعودية، باعتبارها الملف الأبرز والأخطر ضمن ملفات الأمن القومي العربي.
المحدد الأول: يتعلق بالعلاقات المصرية السعودية، وفي هذا الإطار فإن بناء تحالف استراتيجي بين البلدين هو ضرورة اللحظة في مواجهة الأخطار التي تواجه الأمة العربية، عقب ما عُرف بثورات الربيع العربي، ومن هنا كانت دعوتي في مقال سابق في تلك الزاوية إجراء حوار استراتيجي مصري سعودي؛ يسعى لتحقيق تفاهم حقيقي واتساق في الرؤى باتجاه ملفات الأمن القومي العربي، وفي مقدمتها الموقف من تنظيم الإخوان الإرهابي، والأطماع الإيرانية في المنطقة.
المحدد الثاني: يتعلق بالموقف من تنظيم الإخوان الإرهابي، وهنا لا نعني بالتنظيم فقط فرعه المصري، ولكننا نتحدث عن التنظيم الدولي، بما يتضمنه من حديث عن حركة حماس باعتبارها الجناح العسكري للتنظيم، ووفق رؤيتنا يعتبر تفكيك هذا التنظيم هو التحدي الأكبر أمام الأمن القومي العربي باعتباره حصان طروادة التي استخدمته وما زالت القوى الأجنبية التي أرادت وما زالت تريد تقسيم المنطقة، وتفكيك جيوشها لصالح دولة إسرائيل، إذ لا مناص أمام الأمة العربية من القضاء على مجمل خلاياه المنتشرة في جسد الوطن العربي كالسرطان وتحاول تفتيته والقضاء عليه.
ووفق تلك الرؤية فإن أي حوار أو محاولة للتقارب مع ذلك التنظيم تضر إجمالا بالأمن القومي العربي، ولا تفيد قضايا التنمية في المنطقة ككل.
المحدد الثالث: يتعلق بإيران وأطماعها في المنطقة، ووفق رؤيتنا فإنه لا بديل عن تحالف عربي تقوده المملكة العربية السعودية ومصر يواجه هذه الأطماع، ويضع محددات واضحة ومفهومة للدور الإيراني في المنطقة، بعيدًا عن الاستراتيجية الأمريكية، ومن هذا المنطلق كنا أول من أيد التحالف العربي الذي قادته المملكة لإعادة الاستقرار في اليمن، وظللنا مؤمنين بهذا الدور وذلك التحالف؛ حتى تحقق له ولنا ما يراد، ودخلت الحكومة اليمنية مؤخرًا إلى عدن.
وانطلاقًا من تلك المحددات الثلاثة تنطلق رؤيتنا في عرض ونقد وتحليل كل الظواهر المتعلقة بهذا الملف، الذي نؤكد للمرة الأخيرة ودون مزايدات، على موقفنا المعلن والواضح منه، والذي ينطلق من ضرورة إنضاج حوار استراتيجي مصري سعودي يسعى لتحقيق تطابق كامل في وجهات النظر فيما يخص محددات الأمن القومي العربي وخاصة الموقف من تنظيم الإخوان الإرهابي بكل فروعه، وكذا الأطماع الإيرانية في المنطقة.
أما الحديث عن تغير في المواقف أو الرؤى نحو اتجاهات أو معادلات مغايرة فهو ما لم نَقُلْ به لا الآن ولا الأمس، ولن نقول به في الغد، حتى وإن حاول البعض الصيد في الماء العكر.