الخميس 21 نوفمبر 2024

من أرشيف عبد الرحيم علي

عبدالرحيم علي يكتب: عن لجنة الشئون العربية مرة أخرى

نُشر في موقع البوابة نيوز، الأربعاء 20 يناير 2016

نشر
عبد الرحيم علي

وصلتنى ردود فعل كثيرة، ومتباينة، على الحوار الذى أجراه معى الزميل محمد الباز، ونشر أمس فى جريدة «البوابة»، كان واضحًا أن الرسالة التى قصدتُها وصلتْ تمامًا، وكان واضحًا أن هناك من كان يعتقد- خطأً- أنه يمكن أن يضعنا فى خانة الدفاع عن النفس، وهو ما لم -ولن- يحدث، ولأن معركتنا القادمة تشغلنا أكثر من أى شيء آخر، وهى الوصول إلى رئاسة لجنة الشئون العربية، فإننى أعيد هنا التأكيد على مجموعة من الأفكار والمبادئ التى أثبتها فى حوارى أمس.
لقد فكرت فى لجنة الشئون العربية- على وجه التحديد- لعدة أسباب، بعضها موضوعى وبعضها ذاتى، فالمشهد الذى كنت أعرفه جيدًا بعد ٣٠ يونيو، أكد لى أن التجربة المصرية لاقت تأييدًا عربيًا كبيرًا، ويمكننا القول الآن إنه لولا وقوف عدة دول عربية فى ظهر قرار الشعب المصرى بالثورة على نظام الإخوان، لواجهنا صعوبات كثيرة، هذا الدعم الكبير وفر علينا سنوات طوال من العمل والمواجهة، وعليه- ولأننى أعرف أن لجنة الشئون العربية فى البرلمانات السابقة كانت أقرب إلى اللجنة البروتوكولية، مجرد لقاءات واستقبالات وتكريمات، دون أن يكون هناك عمل حقيقى، وإنجاز مثمر- فقد رأيت أنه من المناسب أن يتم تطوير هذه اللجنة، ليتناسب دورها مع التطور الهائل الذى تشهده العلاقات العربية الآن. 
إننى أعرف جيدًا كم المخاطر التى تعترض طريق العمل العربى المشترك، ويمكن أن أزيد على ذلك أن هناك تحديات أكبر، فلن تنسى الولايات المتحدة الأمريكية لمصر أنها قادت الدول العربية فى لحظة محددة لكسر طوق تبعيتها، ولذلك فالأمن العربى بشكل عام مهدد، والتعاون الاقتصادى العربى فى خطر، كما أن هاجس الفقر يلح على كثير من الدول العربية، وهو خطر داهم أيضًا لابد أن ننتبه له، كما أن هناك مهمة أساسية أعتقد أن العرب لابد أن يقوموا بها من الآن، فأزمات الخطاب الدينى- الذى يحتاج إلى تجديد- لا تلاحق الإسلام وصورته فى العالم فقط، ولكنها تلاحق العرب أيضًا، فرغم أن الإسلام دين عالمى، إلا أنه يلتصق بالعرب أكثر. 
وما لا يعرفه الكثيرون أننى خلال الثلاث سنوات الأخيرة تواصلت مع عدد كبير من الزعماء العرب، وهو تواصل معلن ومعروف للجميع، كما أنني- من خلال المركز العربى للبحوث والدراسات- أنجزت مجموعة من الدراسات المهمة التى تخص الشأن العربى فى كافة المجالات، وهى دراسات عندما تدخل نتائجها النظرية حيز التطبيق، يمكن أن تشكل نقلة مهمة جدا فى حل كثير من المشكلات التى تعترض طريق العمل العربى المشترك. 
ما أريد أن أقوله بوضوح إن ترشحى للجنة الشئون العربية لن يكون من باب "الشو السياسي"، فلست فى حاجة لأى شو من أى نوع، ولن تكون اللجنة مغنما بل هى مغرم، وسنعمل من اللحظة الأولى لمكافحة الإرهاب الذى تعانى منه كل الدول العربية، وهو الخطر المحدق بمشروعات التنمية، وسنعمل على مواجهة الفقر بكل أشكاله، ولدينا مشروع محدد لإنشاء صندوق عريض موحد، يكون الهدف منه- بشكل أساسي- القضاء على كل أشكال الفقر، كما سنعمل على كشف كل المخططات التى تستهدف الأمن القومى العربى، فالمتربصون كثيرون، ولا يكفون عن العمل ليلا أو نهارا، كما ستكون هناك مهمة أساسية وهى وضع برنامج علمى لتطوير الخطاب الدينى، يقوم على عدم مخاصمة الواقع، أو تجاهل ثوابتنا الدينية، فليس من المنطق أن نهدم كل شيء ونحن نعمل على تطويره.