السبت 23 نوفمبر 2024

من أرشيف عبد الرحيم علي

عبدالرحيم علي يكتب: أبدًا لن تركع مصر

نُشرعلى موقع البوابة نيوز يوم الأربعاء 11/نوفمبر/2015

نشر
عبد الرحيم علي

في الملمات يظهر دائمًا معدن الرجال، وعندما تلم تلك الملمات بوطن كبير- بوزن وحجم مصر- تظهر عمليات الفرز واضحة بين من أرادوا تركيع البلاد والعباد منذ البداية- مشككين في قدرات شعبها على النهوض والمجابهة- وبين من تصدوا بحزم للمؤامرة وكسروا الطوق المفروض على بلادهم وهزموا جماعة الشر، وأنقذوا الأمة من مصير شعوب عديدة بالمنطقة كـ"سوريا، والعراق، واليمن".

«وعسى أن تكرهوا شيئا وهو خير لكم»، كلام الله الحق الذى لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه، تمثل واضحًا بعد كارثة الطائرة الروسية.

فقد كشفت تلك الكارثة عن كم الحقد المكبوت لدى البعض فى الداخل والخارج، أبانت عن حجم المؤامرة التى أحيكت بِليْلٍ ضد هذا الشعب العظيم الذى سبق له أن كسرها بإرادته الحديدية فى الثلاثين من يونيو عام ٢٠١٣، وكسر معها مشاريع كبيرة وواسعة لتقسيم المنطقة، كانت قوى الشر قد أنفقت عليها البلايين، أمالت قوى الشر الرأس قليلا للطوفان الذى انطلق من مصر، ولكنها أبدًا لم تعترف بالهزيمة، ظلت- ومعها حلفاؤها فى الداخل- رابضة كالحية الرقطاء تنتظر الفرصة للهجوم علينا، حتى لاحت لهم كارثة الطائرة الروسية فراحوا يلغون فى اللحم والدم المصري- بل الإنساني- لا يراعون إلًّا ولا ذمًة، لا سامحهم الله ولن نسامحهم نحن، سنخرج من هذه الأزمة- كما خرجنا من أزمات سابقة- أقوى وأعظم وأكثر وَحْدَةً واقتدارًا على مواجهة الأعداء فى الداخل والخارج.

لقد شمت البعض وراح الآخر يلوح بنهايتنا، غير مكترث بأهله الذين يعيشون بيننا، راح يلوح بهزيمة أمة، غير مبالٍ بتبعات تلك الهزيمة- لو كانت حقيقية لا قدر الله- ولم يتلفت قليلا حوله فى دمشق وبغداد وعدن ليرى ويسمع ويَشْتَمُّ رائحة المؤامرة عندما تنجح، لم يدرك كم التضحيات التى قدمها- وما زال يقدمها- «رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه، فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا».

أبدًا لن تركع مصر طالما فيها شعب وقُوَى ٣٠ يونيو، هم يعلمون ذلك قبلنا لذلك أرادوا- وما زالوا- أن يشيعوا روح اليأس بيننا، فقويت عزيمتنا، أرادوا استلاب روح التحدى لدينا فقويت شكيمتنا، أرادوا سقوطًا مدويًا لنا فرفعنا الله من وحل المحنة إلى عنان السماء، رسالة واضحة لكل هؤلاء تقول بحزم إن مصر فى طريقها لاستكمال ما بدأته فى ٣٠ يونيو: بناء دولة القانون، دولة الحرية، دولة موحدة قوية صلبة تشرئب أعناقها وأعناقنا نحو الحداثة والبناء والتقدم. 

هذا قدرها وقدرنا، وتلك اختياراتنا ولن نحيد عنها مهما خطط المتآمرون.

 والله من وراء القصد وهو يهدى السبيل..