من أرشيف عبد الرحيم علي
عبدالرحيم علي يكتب:"البوابة".. الحلم
نُشر هذا المقال بموقع البوابة نيوز يوم الأحد 30/يوليو/2017
كان حلمًا يراودنى منذ سنوات بعيدة، وأنا أواجه مع عدد لا يتعدى أصابع اليد الواحدة قوى الظلام الملتحفة بلحاف الدين على مدى ثلاثين عامًا أو يزيد، لم أفقد فيها بوصلتى يومًا، ولم ينحرف قلمى يومًا يمينًا أو يسارًا عن جادة الصواب.. كنت أرى بعين قلبى وبعقل يبحث عن وطن مخبوء تحت رماد المحبة.
ثلاثون عامًا أو يزيد من المعارك المتواصلة لم يهدأ لى بال حتى عندما وصلت قوى الظلام إلى قمة السلطة فى مصر، كان قرارى واضحًا منذ اليوم الأول، المواجهة هى الحل، بالقلم وبالصوت فى الشوارع والحارات وفى المكاتب أيضًا، ولم يهدأ لى بال حتى رحلوا غير مأسوف عليهم.
أتذكر الآن الحكاية.. الحلم منذ بداياته فى شارع محمود بسيونى فى وسط البلد فى عام ١٩٩٦، مرورًا بشارع شمبليون وهدى شعراوى و«٣» مصدق، وأخيرًا عندما استقر بنا المقام فى «٥٧» من نفس الشارع.
رحلة طويلة تعدت العشرين عامًا من البحث عن «إنجى» بتاعتى، فكرتى لبناء مؤسسة مدنية بحثية وصحفية تتصدى بالفكر وتتسلح بالوعى والكلمة الحرة، فى مواجهة قوى الظلام وسارقى الأوطان ودعاة الفوضى.
لم تهن عزيمتى يومًا، وأنا أضرب من كل صوب وحدب، حتى أقرب الناس إلى أفكارى لم يتركونى أشد رحالى نحو حلمى فى سلام، كانوا يشدوننى للخلف تارة، ويناوشوننى لأدخل معهم معاركهم الوهمية تارة أخرى، لكننى لم أستجب أبدًا للرد على ترهاتهم ولم أعبأ بهم، كان هدفى واضحًا منذ البداية، أن أنتصر لوطنى وفكرتى وحلمى.
والآن وأنا أدخل عامى الخامس والخمسين و"البوابة نيوز" مؤسسة الشعب المصرى تدخل عامها الرابع، هل لى أن أفخر قليلًا بما حققته ومعى زملائى وأصدقائى وإخوتى وأبنائى، فى تلك السنوات القليلة منذ عام ١٩٩٦ وحتى الآن عندما كانت مكتبًا صغيرًا يضم ثلاثة من الأصدقاء المقربين، حتى تحول إلى صرح كبير ينافح عن الوطن وقيمه النبيلة. والآن ونحن نبرح عامنا الثالث متجهين بثقة فى الله لعامنا الرابع هل نكون مبالغين إذا قلنا إننا ممتلئون بالثقة فى الريادة، بعد أن توجهنا لمخاطبة الغرب بإنشاء أول كيان للمؤسسة فى فرنسا تحت اسم «مركز دراسات الشرق الأوسط»، وبدأنا فى ترجمة أبحاث المركز العربى للبحوث والدراسات، الناشر الرئيسى لـ"البوابة"، موقعا وجريدة، إلى اللغتين الإنجليزية والفرنسية.
يتزامن ذلك مع تدشين موقعين للمؤسسة باللغتين الإنجليزية والفرنسية، لمخاطبة الغرب، وشرح قضايانا العادلة بلغة يفهمونها، بعد أن شبعنا وتشبعنا من الحديث بعضنا مع بعض.
"البوابة" الحلم فى طريقه الصحيح، ذلك هو اعتقادى وإن كره البعض أو غار منا آخرون، فتلك سنة الحياة أن يكرهك البعض ويحبك آخرون، وأن يغار منك البعض ويغبطك آخرون، ولكننا كعادتنا، لم ولن نأبه لأحد، طريقنا واضح، وأهدافنا تتضح كل يوم أكثر مما سبقه، كلما حققنا نجاحا يبرق أمامنا آخر، نهديه لشعبنا ووطننا، وأمتنا.
نعرف طريقًا جيدًا ولا نخشى فى حب بلادنا سوى الله، نعمل لصالح شعبنا وأهالينا من البسطاء، ولا نريد جزاء ولا شكورًا، اللهم سوى مزيد من حب الناس الذى هو تاج على رءوسنا، منه نستمد القدرة على الاستمرار والعطاء.
كل عام وعام و"البوابة" وكل زملائى الذين شاركونى الحلم بألف خير ومحبة.