السبت 23 نوفمبر 2024

من أرشيف عبد الرحيم علي

عبدالرحيم علي يكتب: دفاعًا عن الأزهر وشيخه

نُشر هذا المقال بموقع البوابة نيوز يوم الأربعاء 26/أبريل/2017

نشر
عبد الرحيم علي


كانت لدينا ملاحظات عديدة حول الدور الذي يتوجب على الأزهر الشريف القيام به داخل المجتمع في تلك اللحظة الفارقة من تاريخ مصر، قلناها وكررناها وكتبناها في حينها، مرات عديدة، ولكن ما نراه وما نحن بصدده الآن ليس ملاحظات حول أداء مؤسسة وطنية وجامعة علمية وقلعة إسلامية فريدة من نوعها، لها دورها الكبير والمؤثر في التاريخ الوطني لبلادنا وللمنطقة ككل، ولكننا أمام حملة مشبوهة، ومسعورة، في آنٍ واحد، انطلقت من كل اتجاه وبشكل يبدو مُنظمًا، في محاولة للنَّيْل من الأزهر وشيخه، ونحن إذ نرفض تلك الهجمة الشرسة على تلك المؤسسة الدينية العريقة نقف بكل قوة خلف الإمام الأكبر، شيخ الجامع الأزهر، وخلف تلك المدرسة العلمية العريقة ضد كل من يحاول النيل منها ومِنْ هيبتها، مطالبين بضرورة تصدي العلماء والمفكرين والمثقفين الوطنيين والمستنيرين لتلك الحملات التي لن يستفيد منها سوى المتطرفين.

ونذكر بأن الأزهر، ورغم كل ملاحظاتنا التي نحتفظ بها لمناقشة هادئة تتوفر لها الأجواء المناسبة، بادر بدعوة العلماء والمثقفين والمفكرين في أكثر من مناسبة منذ ثورة يناير ٢٠١١ وحتى الآن، وقدَّم عدة أوراق تصلح لأن تكون مُنطلقًا لتجديد الفكر الديني في مصر والعالم العربي والإسلامي، ووضع مبادئ وخريطة واضحة لعملية التجديد، وكذا المواطنة والحريات، ولكنه لم يجد آذانا مُصغية من أحد، وراح البعض على عكس ما أراد الأزهر وشيخُه وعلماؤه، يمدون أيديهم علنًا وسرًّا للسلفيين يمنحونهم المساحات تلو المساحات على الأرض، وفي الفضائيات يتحدثون عن مُصالحات هنا وهناك، ينشرون الفكر السلفي ويسكتون عن تصرفاتهم التي أساءت لإخواننا الأقباط ولفكرة المواطنة في حوادث علنية على الأرض ليس آخرها ما يحدث أمام عين وبصر الدولة في قرية كوم اللوفي بالمنيا.

وإننا إذ ننشر اليوم وثائق الأزهر الثلاث:

وثيقة: طبيعة الدولة ومقوماتها فى الحكم المدنى الدستورى القائم على أسس ديمقراطية.

وثيقة: منظومة الحريات التى تشمل حرية الاعتقاد، وحرية الرأى والتعبير، وحرية البحث العلمى والأكاديمى، وحرية الإبداع الأدبى والفنى.

وثيقة: محددات وأُطر ومقومات تجديد الفكر الديني.

لنقول شهادتنا للتاريخ: إن الأزهر لم يُقصِّر، وقد اقتحم المشكلات بشجاعة منذ اللحظة الأولى، وعقب نجاح ثورة يناير بأيام قليلة، وحاول حلها بل ووضع الحلول تلو الحلول، ولكن هناك من وضع العقبات تلو العقبات تجاه تلك الرؤية، وهذا ما لا نستطيع الحديث فيه، فللأزهر الشريف شيخُه وعلماؤه، وهم أولى بالحديث عن تلك العقبات.

والله من وراء القصد، وهو يهدي السبيل.