من أرشيف عبد الرحيم علي
عبدالرحيم علي يكتب: سيادة الرئيس.. ألم يحن وقت الحساب؟
نُشر هذا المقال بموقع البوابة نيوز يوم الأحد 30/أكتوبر/2016
متى نحاسب المسئول في مصر يا سيادة الرئيس؟ ألا تكفي كل تلك الجثث والطريقة المهينة التي مات بها عشرات المواطنين البسطاء الذين جرفتهم السيول دون ذنب أو جريرة سوى أنهم وثقوا في حكومة عاجزة كسيحة، وراحوا يتنقلون من وإلى أعمالهم في أمان؟
خمس محافظات تم تدمير أجزاء كبيرة منها، فعزلت قرى ونجوع، وحوصرت مدن كبرى كرأس غارب حتى تحولت بفعل الجريمة النكراء إلى سجن كبير.
آلاف من المواطنين البسطاء باتوا بين عشية وضحاها بلا مأوى.
ألا يكفي كل ذلك يا سيادة الرئيس لكي نقدم مسئولا حكوميا واحدا إلى المحاكمة الجنائية ليكون عبرة للجميع؟
وما معنى أن يوفر صندوق "تحيا مصر" مبلغ مليار جنيه منذ العام الماضي لكي تستخدمها وزارة الري في التصدي لكارثة السيول هذا العام فلا ينفق منها السيد وزير الري سوى أربعين مليون جنيه؟! أنفقها لإنشاء مرسى للصيادين في البحيرة. هذه جريمة جنائية مكتملة الأركان يا سيادة الرئيس فقد تسبب إهمال الوزير وعدم اكتراثه، رغم توفير كل تلك الأموال من جيوب المصريين وتبرعاتهم، في قتل العشرات من المصريين البسطاء في قنا وسوهاج ورأس غارب، جثث التقطها الأهالي بواسطة شباك الصيد لتصنع لنا مشهدا لا يمكن غفرانه لوزير الري أو لرئيس الحكومة.
إن أبسط حقوق هؤلاء البسطاء الذين نحسبهم عند الله شهداء أن نأتي لهم بحقهم عبر محاكمة عادلة وعاجلة للمسئولين المتسببين في هذه الكارثة وإلا فلا قيمة لنا برلمانًا وحكومة ودولة.