من أرشيف عبد الرحيم علي
عبدالرحيم علي يكتب: تحية لصانعي النصر
نُشر هذا المقال بموقع البوابة نيوز، الجمعة 05/أكتوبر/2018
يحتفل المصريون اليوم بالذكرى الخامسة والأربعين لنصر أكتوبر العظيم، تلك المعجزة التى تحققت على أرض الفيروز، بفضل رجال لا يهابون الموت، وهبوا حياتهم فداءً لبلادهم.. رجال سطّروا بدمائهم أعظم البطولات فى تاريخ الأمة العربية، وفتحوا لنا طريق العزة والكرامة والفخر.
لقد كنت من ذلك الجيل، الذين رأوا الدموع فى عيون آبائهم وهم يقصون عليهم قصص الهزيمة المروعة فى عام ٦٧.
لكننى كنت أيضًا من المحظوظين الذين ودَّعوا آباءهم بالدموع وهم ذاهبون لاستعادة الأرض وتحرير الإرادة ومحو عار الهزيمة فى أكتوبر ٧٣.
وتهللت وجوهنا جميعًا بالفرح عندما عاد الجنود من ساحات القتال حاملين رايات النصر.
ذكريات طبعت فى ذاكرتنا نقوشًا لا تُمحى أبدًا مهما طال الزمن.
تحية من القلب لكل جندى خاض تلك الحرب، حيًّا كان أم عند الله يفرح بما آتاه، تحية خالصة لمصنع الرجال، لجيش مصر العظيم، تحية واجبة من القلب للقائد البطل صاحب قرار العبور الرئيس الأسبق محمد أنور السادات.
وتحية خالصة لكل من شارك فى التخطيط والتنفيذ لتلك الحرب.. تحية لقادة الجيوش والأفرع والعمليات، للضباط والجنود.. تحية لكل الذين مهدوا بدمائهم وتضحياتهم لذلك النصر العظيم عبر حرب استنزاف طويلة دامت لـ٣ سنوات.
اللهم إنا نستودعك خير ما أنجبت تلك الأرض، شهداءً عند ربهم يُرزقون.
اللهم إنك قد أخلفت علينا بجيل تعلم منهم، وورث قيم العطاء والفداء والتضحية، ووقف فى وجه المؤامرة، وحافظ على مقدرات البلاد والعباد.. اللهم إنا ندعوك مخلصين أن تلهمهم الصبر والحكمة والتوفيق والسداد.
اللهم امنح شعبنا البطل بصيرة المؤمنين والقدرة على الفرز والتمييز، والصبر على كيد الكائدين وحقد الحاقدين، وأفرحنا بنصر قريب من عندك يا رب العالمين، يحمل لواءه «رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُمْ مَنْ قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا».. آمين.