من أرشيف عبد الرحيم علي
عبدالرحيم علي يكتب: شهادة وفاة لعملية السلام
نُشر هذا المقال بموقع البوابة نيوز يوم الخميس 07/ديسمبر/2017
يوصف قرار الرئيس الأمريكى دونالد ترامب بنقل السفارة الأمريكية للقدس واعتبارها عاصمة للكيان الصهيونى من دون مبالغة بأنه «كارثى»، وستكون له آثاره الوخيمة على المنطقة، فى حين لابد من الإشادة بموقف الرئيس الفرنسى ماكرون الرافض لقرار ترامب.
وأمام التحدى الذى تواجهه الأمة فالمطلوب من جميع الزعماء والرؤساء والقادة العرب سرعة عقد اجتماع طارئ لاتخاذ موقف موحد تجاه هذا القرار الظالم والمخالف للشرعية الدولية.
المؤكد أن هذا القرار سيكون له مردود وتأثيرات سلبية لا حصر لها على استقرار وأمن منطقة الشرق الأوسط، بأسرها، لأن هذه الخطوة تعتبر اعترافًا وتكريسًا للاحتلال الصهيونى الإسرائيلى للأراضى العربية المحتلة ومكافأة المعتدى على عدوانه، وتنسف هذه الخطوة جميع قرارات الشرعية الدولية، وتُعقّد الحل السياسى للمشكلة الفلسطينية.
إن الواقع والتاريخ يؤكدان أن القدس من الأراضى الفلسطينية التى قامت إسرائيل باحتلالها، كما أن العالم كله وبجميع منظماته، خصوصًا الأمم المتحدة، يعلم حقيقة الأمر، وأنها مدينة تحتلها سلطات الكيان الصهيونى، وأنه يجب على المجتمع الدولى أن يتدخل لإنهاء الاحتلال لكامل التراب الفلسطينى حتى يحصل الفلسطينيون على كامل حقوقهم المشروعة، وفى مقدمتها إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية.
هذا القرار الكارثى ضرب مسيرة السلام فى مقتل، وأكد للعالم كله أن أمريكا والرئيس ترامب أماتا الشرعية الدولية، وأن عملية السلام ماتت، وأن ما تريده أمريكا سوف تفعله ما دام العالم يصمت ويتفرج على النظام الأمريكى الذى يقوم ويتخذ مثل هذه القرارات المخالفة ليس للواقع والتاريخ، ولكن أيضا لقرارات الشرعية الدولية.