الخميس 21 نوفمبر 2024

من أرشيف عبد الرحيم علي

عبدالرحيم علي يكتب: د. ثروت باسيلي.. إلى لقاء

نُشر هذا المقال بموقع البوابة نيوز يوم الأربعاء 06/ديسمبر/2017

نشر
عبد الرحيم علي


لم يكن الدكتور ثروت باسيلي بالنسبة لي شخصا عاديا، كان أخا وصديقا، طالما مد يده للمساهمة في أي شيء تحتاجه مصر في أوقات حرجة، لم يكن حولنا إلا القليل، ساعتها، وكان ثروت باسيلي أحد هؤلاء.

 

التقيت به للمرة الأولى بعد يناير ٢٠١١، كان الإخوان يخططون للوصول إلى السلطة، بأي شكل، وكان الثوار بعضهم مخدوع بشعارات الإخوان والآخر مشغولا بعرض نفسه وحركته السياسية على كل من يدفع أكثر، وكان ثروت باسيلي يبحث عمن ينقذ الوطن، بمسلميه، قبل مسيحيه.

 

تقابلنا في تلك اللحظة الفارقة من تاريخ مصر، كانت الانتخابات البرلمانية قد أسفرت عن فوز التحالف الديمقراطي الذي تقوده الإخوان بنسبة ٦٨٪؜، والسلفيين وبالتحديد حزب النور بأكثر من ٢٠٪؜. كان الوطن على حافة الهاوية، عندما طرح عليّ الرجل السؤال: ما العمل؟!.

 

كنت أنا وهو في مكتبه بشركة آمون، وكان بصحبتنا شخص ثالث، ظل وسيطا بيننا طوال فترة زمنية ليست بالقصيرة، تعاونا خلالها في محاولة كشف الإخوان عبر الظهور في قناته "سي تي في"، التي وظفها لهذا الغرض لفترة طويلة، ثم طورنا تعاوننا عبر إصدار كراسات تطرح سؤالا كان مهما وشجاعا آنذاك، ماذا لو حكم الإخوان؟!، رددناه بكل قوة إبان انتخابات الإعادة بين مرسي والفريق شفيق، وتجولت بتلك الكراسات التي طبعنا منها مئات الآلاف من النسخ بين الفضائيات المختلفة ولا أحد كان يعرف أن وراء جزء من تلك الكراسات كان الدكتور "ثروت باسيلي".

 

نبيل هو ومحب لوطنه بمسلميه ومسيحييه أكثر من أي شخص رأيته في حياتي، رجل بمعني الكلمة، عندما كان يستقبلني بمكتبه بشركة آمون أو بمنزله بضاحية الشروق كان يبادرني بالسؤال هل هناك من أمل، وكانت إجابتي دائما جاهزة، طالما أمثالك في هذا الوطن موجودين، فالأمل موجود.

 

رحل ثروت باسيلي دون أن يعرف الكثيرون دوره الوطني ما بعد وصول الإخوان إلى السلطة أو في دعم حملة الفريق شفيق مرشح الدولة المصرية آنذاك في مواجهة الإخوان، رحل قبل أن أودعه أو أقبل جبينه، هو الذي قال لي ذات يوم بعد نجاح ثورة ٣٠ يونيو ٢٠١٣، إنه يريد تقبيل جبيني لما قدمته قبل وبعد ٣٠ يونيو لهذا الوطن في مواجهة الإخوان، رحل من لم يكن يدري، أنه لولا أشخاص وطنيون مثله ما استطعنا أن نستعيد بلادنا.