من أرشيف عبد الرحيم علي
عبدالرحيم علي يكتب: في العيد الثالث لـ"البوابة"
نُشر هذا المقال بموقع البوابة نيوز يوم الجمعة 01/ديسمبر/2017
وتمضى بنا الأيام مسرعة، ثلاث سنوات على بدء الإصدار اليومى لجريدة "البوابة"، ثلاث سنوات بعمر الزمن وثلاثين عاما أو أكثر قليلا بحكم التأثير والدور والتواجد وسط الناس، وبحكم معارك لا أول لها ولا آخر، خاضتها الجريدة فى مواجهة قوى الشر التى لا تريد خيرا لمصر.
صدرنا فى ظروف صعبة، وفى وقتٍ يرى فيه خبراء الإعلام أن الصحافة الورقية أمامها مصير غامض ولا مستقبل لها، فإذا "البوابة" تصدر عملاقة شابة فتية تخوض معارك لا حصر لها، وفق رؤية وضعت فى حسابها مصلحة الوطن العليا ومصلحة المواطن صاحب الحق الأصيل فى هذا الوطن الصامد.
نعم صدرت عملاقة وظلت كذلك حتى تجذر وجودها بين الصحف المصرية، ومدت أذرعها لخارج البلاد عبر طبعتين أحدهما تصدر بالفرنسية في باريس والأخرى بالإنجليزية في نيويورك، صوتا لا يهادن فى الحق ولا يضع نصب عينيه إلا كل ما يسهم فى حماية البلاد ويثبت أقدام الرجال وينصرنا على القوم الظالمين.
كانت "البوابة" منذ العدد الأول، سوطًا يلهب ظهور العابثين بمصير البلاد، كشفت حقائق لا حصر لها بالوثائق والأدلة والمستندات، كما أزاحت النقاب عن تورط دول بعينها، على رأسها قطر وإيران، فى السعى نحو تفتيت المنطقة ودعم القوى الظلامية وتوفير الحماية لأعداء الحياة.
لم تمسك "البوابة" بالعصا من المنتصف، كانت ولا تزال الصوت الأعلى فى مواجهة جماعة الإخوان الإرهابية، فضحت الدول التى توفر لعناصرها الملاذ الآمن على حساب استقرار المنطقة.
راهن البعض على فشل التجربة، فخابت توقعاتهم وذهبت ظنونهم أدراج الرياح، فقد نجحت الجريدة فى تثبيت أقدامها لتقف شامخة فتية تضيء شمس الصحافة العربية بالكلمة الحرة وبالموقف الواضح الجريء وبالرأى السديد انطلاقًا من كوننا جريدة تقف دائمًا فى صف الدولة المصرية لكنها تؤمن بحقها فى التنبيه إلى مكامن الخطر التى قد تؤثر فى بنيان يعلو فى بلادنا يومًا بعد يوم.
كان موقفنا واضحًا وضوح الشمس، نؤمن بثورتى 25 يناير و30 يونيو، ونؤمن بالإنسان المصرى العظيم وقدرته على صنع المستحيل إذا توافرت له السبل والوسائل التى تعينه على ذلك، وتحملنا فى سبيل هذا الموقف حملات تشويه تبخرت فى هواء القاهرة وعواصم أخرى، وتعرضت المؤسسة لمحاولات الاعتداء من قبل إرهابيين، لكن شيئا من كل هذا لم ولن يثنينا عن موقفنا الذى لن نحيد عنه مهما حدث.
فستظل "البوابة" مستمرة بفضل مواقفها الثابتة ورؤيتها الثاقبة وبفضل كوكبة من خيرة شباب الصحفيين، آمنوا بوطنهم ووثقوا بقدرتهم على الإبداع المهنى فمضوا فى طريقهم يصنعون صحافة شابة متطورة قوية صامدة، لا تعرف تجاعيد الزمن طريقا إليها.
وإذ نحتفل هذه الأيام بمرور ثلاث سنوات على الإصدار الورقى، نجدد عهدنا أمام الله والوطن والشعب.. أن نواجه قوى الشر والإرهاب ونكشف الدول الراعية له ونساند الدولة المصرية وننبه إلى نقاط الخلل ونظل صوت المواطن في كل مكان، ونكون لبنة فى بناء يعلو كل يوم ليحقق مجتمع 30 يونيو رغم كل المعوقات.
تحية لأسرة الصحافة المصرية كلها في عيدنا وتحية لكل من شاركنا وما زال يشاركنا الحلم الذى صار واقعًا ملموسًا، تحية إلى كل صاحب قلم حر شريف يبنى ولا يهدم، ومعًا نواصل الاحتفال عامًا بعد عام.
أسرة تحرير البوابة