من أرشيف عبد الرحيم علي
مكرم محمد أحمد يتضامن مع عبد الرحيم علي ضد تهديدات القاعدة بقتله ويكتب: نقطة نور
نُشر هذا المقال بموقع وجريدة الأهرام بتاريخ الأحد 28 أكتوبر 2007
اختيار صادف أهله!
عدالرحيم علي، صحفي مصري وباحث نابه وعضو قديم في نقابة الصحفيين، خصص جهده لدراسة الحركات الأصولية والجماعات السياسية الدينية، ابتداء من جماعة الاخوان المسلمين إلي تنظيم الجهاد بتفريعاته وانشقاقاته العديدة إلى القاعدة، وله في هدا المجال كتابات ودراسات وبحوث ظهرت في كتب عديدة تحكي نشأة هذه الجماعات وتاريخها، وتشرح وتحلل أفكارها وخططها، يستنطق معظمها الوثائق التي صدرت عن هذه الجماعات والأحداث المنسوبة لها، وأدبياتها وتراثها المنشور وفتاوي شيوخها منسوية إلي مراجع موثقة.. ولهذا حظيت دراساته باحترام واسع، وأصبحت مصدرا مهما من مصادر التعريف بهذه الجماعات.
ومن بين دراساته الشائقة دراسة موثقة أغضبت جماعة الإخوان المسلمين عن موقف الجماعة من قضايا الأدب والفن، تعرض فيها لمواقف الجماعة من فنون الموسيقي والغناء والنحت والتصوير تعتمد على الفتاوي التى صدرت عن شيوخ الجماعة ونشرتها صحيفة الدعوة الناطقة باسم الجماعة علي امتداد سنوات عديدة، كما أن له أكثر من كتاب عن تنظيم القاعدة ينقد فيها أسباب لجوئها إلي العنف وطبيعة التحولات والأسباب التي نقلت الجماعة من مجرد حركة صغيرة رفعت رايات الجهاد ضد الوجود السوفيتي فى أفغانستان تستقدم المتطوعين الأفغان العرب من البلاد العربية ليحاربوا الشيوعيين علي أرض أفغانستان بعون مباشر من المخابرات المركزية الأمريكية وتحت قيادتها إلي أن أصبحت تتظيما مهما يضع علي رأس أهدافه محاربة الولايات المتحدة وتحالفها مع اسرائيل والغرب المسيحي.
ولأن عبدالرحيم علي كان ضيفا شبه دائم في عدد من الفضائيات العربية التي جعلت هذه الجماعات جزءا من شاغلها، اعتبرته بعض هذه الجماعات وعلي رأسها الإخوان وتنظيم القاعدة خصما لدودا وهدفا لمنشوراتها وحملاتها علي عديد من المواقع الالكترونية لشبكة المعلومات الدولية قبل أن يصدر أحد فروع تنظيم القاعدة فرع بلاد الرافدين قبل عدة أيام فتوي من أحد شيوخ الجماعة تدعو خلايا الجماعة في مصر والسعودية الي أن تضرب عنق واحد من أهم أعداء الإسلام وعضو للتحقيق في سجون فرعون مصر وجاسوس اشتدت هجماته علي المجاهدين المسلمين!! رغم أن الرجل برئ من كل ذلك وهو في النهاية مجرد باحث علمي ينشر كتبا ودراسات تحلل أراء هذه الجماعات ومو اقفها وتدقق تاريخها.
وكان طبيعيا أن يلجأ عبدالرحيم علي إلي نقابة الصحفيين باعتباره عضوا في النقابة لأكثر من١٧ عاما ينشد عونها كي تشد أزره وهو في هذه المحنة ولو من خلا وقفة احتجاجية قصيرة علي سلالم النقابة مثل غيره دفاعا عن حقه في التعبير وحرية الرأي، وباعتبار أن ما يتعرض له يمئل أشد صور محاولات اغتيال الرأي بشاعة وجرما، لكن النقابة مع الأسف لم تفعل شيئا لزميل هدده تنظيم القاعدة بجز عنقه عقابا علي رأيه.
لأن سلالم النقابة مختصة فقط بنوع من الوقفات الاحتجاجية لن يدخل ضمنها الاعتراض علي جرائم جماعات العنف والإرهاب ومواقفها من حرية الرأي مجاملة لتحالف سياسي يسيطر على مجلس النقابة قسم النقابة وبعثر جهدها، لييقي عبدالرحيم على وحده في العراء دون سند من نقابته التي يخلص أول واجيائها في تحصين حرية الرأي والدفاع عن حق الصحفي في النقد والإختلاف.
وأظن أن ذلك الحادث وحده يكفي سببا لكي يطالب الصحفيون بأن يكون استخدام سلالم النهاية تعبيرا عن موقف احتجاجي أمرا من صميم إختصاص مجلس النقاية تقرره أغلبية المجلس وليس مجرد فرد أو أقلية حفاظا على معايير واحدة لاتكيل بمكيالين وصونا لديمقراطية العمل النقابي.