الخميس 21 نوفمبر 2024

من أرشيف عبد الرحيم علي

ننشر حوار عبدالرحيم علي مع الفصائل الفلسطينية الأربعة (فتح وحماس والجهاد والجبهة الديمقراطية)

نُشر هذا الحوار في موقع إسلام أون لاين نت بتاريخ 29 ديسمبر 2003

نشر
عبد الرحيم علي

الفصائل الفلسطينية.. استراتيجيات متباينة

اختلاف حول توصيف الأزمة والقيادة المشتركة

 

 على الرغم من التوصيف المتقارب للوضع الدولي والإقليمي المؤثر في القضية الفلسطينية من قبل الفصائل الأربعة (فتح وحماس والجهاد والجبهة الديمقراطية)، فإن منطلقات التعامل مع هذا الواقع جاءت مختلفة تمامًا.

 ففي الوقت الذي رأت فيه حركة فتح والجبهة الديمقراطية وجود فرصة وضرورة لتحرك سياسي ضاغط على شارون في هذه المرحلة انطلاقًا من أن الولايات المتحدة في حاجة لعمل شيء ما على صعيد القضية الفلسطينية يعوض فشلها الذريع في العراق، وأنه يجب على الفلسطينيين استغلال هذا الوضع.

 رأت حركتا حماس والجهاد أن كلا من بوش وشارون يعبران مأزقًا حقيقيًا، وأنه ليس من المصلحة السعي لإخراجهما من هذا المأزق عبر أطروحات سياسية لا تلبي الحد الأدنى للمتطلبات الفلسطينية المرحلية، وطرحَا بدلا من ذلك ممارسة أكبر ضغط ممكن على شارون وبوش من خلال تصعيد المقاومة إلى أقصى حد؛ في محاولة ليس لإسقاط شارون فحسب وإنما لإسقاط بوش أيضًا. 

*حركة فتح: الوحدة ضرورة 

*حركة حماس: وحدة على أي أساس؟ 

*حركة الجهاد: الخلاف حول سبل إدارة الصراع 

*الجبهة الديمقراطية: المهم آلية اتخاذ القرار 

 

الدكتور زكريا الأغا عضو اللجنة المركزية لحركة فتح

قيادة موحدة 

 قال الدكتور "زكريا الأغا" عضو اللجنة المركزية لحركة فتح ورئيس وفدها في حوار القاهرة، إن الحركة تحركت من خلال رؤية سياسية تعي جيدًا حجم وعمق الأزمة التي يمر بها الواقع الفلسطيني والآفاق المتاحة أمام تحرك سياسي يضمن الحد الأدنى للحفاظ على معنويات هذا الشعب، وتوفير متطلبات صموده.

وأضاف "الأغا" في نفس الندوة التي خصصتها شبكة "إسلام أون لاين نت" لاستطلاع رؤية الحركة فيما يتعلق بالأزمة الفلسطينية، وطرق التحرك السياسي للخروج منها أن الأزمة الفلسطينية وصلت إلى آفاق لا يمكن تخيلها؛ فقد تحول المواطنون الفلسطينيون إلى لاجئين في أرضهم يقفون بالساعات أمام أبواب الجمعيات الخيرية؛ في محاولة للحصول على "بون" ببعض السلع الضرورية، وزاد "الأغا" لقد وصل ببعضهم الحال إلى العمل في بناء الجدار الفاصل لتوفير لقمة الخبز لأطفالهم. 

وأشار "الأغا" إلى أن تحرك فتح جاء على خلفية هذه المعاناة المستمرة منذ ثلاث سنوات، جرى فيها تدمير إسرائيلي مبرمج للبنية التحتية الفلسطينية، واغتيال مخطط لعشرات من كوادر الثورة الفلسطينية، وتجريف للأراضي، وهدم لمئات المنازل، والآن نحن في حاجة لالتقاط الأنفاس، شيء شبيه باستراحة المحارب، وأمامنا فرصة لتحقيقه، والحصول معه على بعض الإنجازات، فلماذا لا نُقبل على مثل هذا التحرك؟. 

وشدد "الأغا" على أن رؤيتنا تنبع من أن شارون استطاع تجاوز أزمته بدعم أمريكي مكثف، والأمريكان يريدون تحقيق نوع من التهدئة على الساحة الفلسطينية، ولديهم الاستعداد للضغط على شارون من أجل هذا الهدف.. فلماذا لا نقتنص الفرصة؟ خاصة ونحن لا نتحدث عن تسوية، إنما نتحدث عن هدنة لالتقاط الأنفاس مع بعض المكاسب التي تشعر المواطن العادي بأن صموده أتى بنتائج سياسية واضحة على صعيد تحسين حياته المعيشية وتوفير الأمن له ولأولاده. 

ونوه "الأغا" إلى أن المعركة مع العدو الإسرائيلي طويلة، وتحتاج إلى قدرة على الصمود، ولم نطلب سوى تعليق مشروط للعمليات العسكرية ضد إسرائيل، لم نطلب وقف المقاومة من جانب واحد بالمجان كما حدث في 29-6-2003، نحن طالبنا في المقابل بوقف بناء السور؛ لأنه لو انتهى البناء فلن يكون هناك دولة فلسطينية، طالبنا أيضا بفك الحصار عن المدن الفلسطينية والإفراج عن الأسرى دون تمييز، ووقف سياسة الاغتيالات.

وأوضح "الأغا" أن الحركة لا تتحدث عن أهداف مرحلية، وإنما تتحدث عن خطة سياسية لمدة عام عبر اتفاق داخلي غير معلن تفوض من خلاله السلطة في تحقيق الشروط المتفق عليها، وتحقيق المطالب الفلسطينية الآنية والملحة. 

ولفت "الأغا" أن حركة فتح ترى أن القيادة الموحدة ضرورة للنضال الفلسطيني في هذه المرحلة، ولكنه يؤكد على ضرورة ألا تكون بعيدة عن منظمة التحرير أو منفصلة عن إطارها؛ بوصفها الممثل الشرعي الوحيد للشعب الفلسطيني، والوعاء السياسي المعترف به دوليا وعربيا. 

وأضاف"الأغا" طرحنا في الحركة على الإخوة في حماس والجهاد فكرة القيادة المؤقتة لمدة محدودة لحين اختيار القيادة الدائمة عن طريق الانتخابات، وقلنا لهم: تعالوا نبحث في آلية اتخاذ القرار، ولكنهم رفضوا؛ لأنهم يرفضون الاعتراف بالمنظمة كممثل شرعي ووحيد للشعب الفلسطيني.

 وأشار "الأغا" إلى أن الحركة ناقشت مع حماس قضية منظمة التحرير، وقال: قلنا للإخوة في حماس: إننا نعلم أن لديكم ملاحظات على المنظمة، ونحن أيضا لدينا ملاحظات؛ فلماذا لا تأتون لنناضل جميعًا من أجل إصلاح الأطر التنظيمية للمنظمة، ولكنهم رفضوا، وطالبوا بإلغاء كل البنود التي تنص على القرارات الدولية من القانون الأساسي للمنظمة قبل الموافقة على الدخول.. فهل هذا معقول؟ 

وأعرب "الأغا" عن اعتقاده باستحالة وجود برنامج سياسي موحد؛ نظرا لوجود إستراتيجيتين سياسيتين في الوسط السياسي الفلسطيني: إستراتيجية تؤمن بالتسوية السياسية ضمن حدود الرابع من يوليو 1967، وإستراتيجية تريد فلسطين من البحر إلى النهر، ولا تعترف بدولة إسرائيل.

وأضاف "الأغا" نحن قلنا للإخوة في حماس والجهاد: اعتبروا مشروعنا هذا إستراتيجية مرحلية لكم، وتعالوا نتحد على تحقيقه، وبعدها لن يمنعكم أحد -عندما تأتي ظروف مواتية- من المطالبة بحقكم في كل فلسطين، ولكنهم رفضوا أيضا.

 وأرجع "الأغا" السبب وراء موقف حماس المتعنت -من وجهة نظره- في موضوع البرنامج السياسي المشترك والقيادة الوطنية الموحدة إلى طرح حماس نفسها كبديل طبيعي للسلطة وحزبها الحاكم فتح. 

 

الدكتور موسى أبو مرزوق، نائب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس

 

حركة حماس: وحدة على أي أساس؟

  أوضح الدكتور "موسى أبو مرزوق"، نائب رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية حماس، رئيس وفد الحركة في حوار القاهرة، أن الحركة تنطلق من رفضها لمقولة إن شارون استطاع اجتياز أزمته، أو إن الأمريكان يريدون تحقيق شيء على الجانب الفلسطيني في هذه المرحلة.

 وأضاف "أبو مرزوق" في الندوة التي خصصتها شبكة "إسلام أون لاين نت" للاطلاع على وجهة نظر الحركة فيما يتعلق بالأزمة الفلسطينية وخطة الطوارئ التي طالبت مصر بوضعها للخروج من الأزمة، أن الحركة تعتبر أن شارون يمر بأزمة خانقة على الصعيد الداخلي اقتصاديا واجتماعيا وسياسيا. 

وزاد "أبو مرزوق" أن شارون ليس وحده الذي يعاني من أزمة حادة، وإنما بوش أيضا وإدارته يواجهان فشلا ذريعا في العراق؛ ولهذا فالأمريكان يريدون تحقيق نوع من التهدئة على الجانب الفلسطيني، يتيح لهم التفرغ لمعالجة مشاكلهم في العراق. 

وقال "أبو مرزوق" إنه ليس من مصلحة الفلسطينيين إنقاذ شارون وبوش من أزمتهما، وإنما الصحيح سياسيا أن يتم الضغط على الرجلين من خلال تصعيد وتيرة المقاومة لضرب عصفورين بحجر واحد: الأول إسقاط أفظع إدارة يمينية جاءت إلى الحكم في الولايات المتحدة الأمريكية، والثاني إسقاط المجرم شارون واليمين الليكودي، ومنع استمراره في الحكم حتى نهاية مدة حكومته عام 2007. 

وأشار "أبو مرزوق" إلى أن شارون استنفد كل خياراته للقضاء على المقاومة ولم يفلح؛ احتل الضفة الغربية بالكامل، وضرب السلطة الفلسطينية، وعزلها عن التأثير، وحاول عزل رئيس السلطة، واستبدال رئيس حكومة يتوافق مع ما يريده الإسرائيليون به، ثم فتح النار على المدنيين، وحاول اغتيال قادة المقاومة. 

ولفت "أبو مرزوق" إلى أن شارون فعل كل هذا في محاولة لنزع أنياب المفاوض الفلسطيني ليمرر تسوية بلا أنياب. وأضاف أن شارون لا يريد أوسلو، ولا يريد خريطة الطريق، وإنما يريد تسوية قائمة على حشر الفلسطينيين في مساحة ضيقة من الأرض معزولة ومرتبطة سياسيا واقتصاديا بدولة أخرى. 

وخلص "أبو مرزوق" إلى أنه لا جدوى من التفاوض مع شارون؛ فهو لن يمنح شيئا للفلسطينيين؛ لذا فليس أمام الفلسطينيين سوى مشروع المقاومة؛ فمخطط الأمريكان فشل في العراق، وهم الآن يطلبون مساعدة العرب للخروج من مستنقع العراق، وكذلك مخطط شارون فشل في الأرض المحتلة في إخضاع المقاومة وإرهابها أو القضاء عليها، وتحقيق الأمن لمواطنيه، وعلى الجانب الآخر بدأت الدول العربية في استعادة عافيتها، وفاقت من صدمتها.

وشدد "أبو مرزوق" على أن برنامج حماس -وفقا لهذه المعطيات- ينطلق من الحفاظ على استمرارية المقاومة، وإعانة المواطنين الفلسطينيين على تحمل تبعاتها مع تحميل العرب المسئولية عن هذه التبعات. وأضاف أبو مرزوق: "ولكننا في نفس الوقت لا نعترض برامج القوى الأخرى، ونحرص على عدم الاقتتال الداخلي الفلسطيني الفلسطيني، ودفعنا في سبيل ذلك الكثير". 

آليات اختيار القيادة الموحدة 

وحول رفض حماس الدائم لمشروع القيادة الموحدة الذي تطرحه القيادة الفلسطينية في كل مناسبة للحوار، قال "أبو مرزوق" نحن مع القيادة الموحدة، ولكن السؤال حول آلية اختيار هذه القيادة؛ فلا يعقل أن تأتي السلطة بعدد من الفصائل ليس لها وجود حقيقي على الساحة الفلسطينية، وتأتي بحماس، ثم تضع الجميع على قاعدة واحدة في الاختيار، وتختار ممثلا عن كل فصيل، ثم تتحدث عن قيادة موحدة في الوقت الذي تعلم فيه أن هذا الأسلوب في الاختيار يمنح القرار كاملا لعرفات والسلطة. 

وأضاف أبو مرزوق أن الحركة طرحت عدة بدائل للاختيار، ورفضتها السلطة وحزبها الحاكم فتح؛ منها على سبيل المثال التحكيم والوساطة العربية، وأهمها بالطبع الانتخابات. 

 وأشار "أبو مرزوق" إلى أن الأوضاع مهيأة في الخارج والداخل لإجراء انتخابات لاختيار مثل هذه القيادة، إلا أن السلطة ترفض ذلك، على أساس أنها ستفقد الكثير في هذه الانتخابات، منه السلطة نفسها. 

وشدد "أبو مرزوق" على أن الكرة الآن في ملعب السلطة وحركة فتح إن أرادا اختيار قيادة موحدة تقود بالفعل نضال الشعب الفلسطيني في المرحلة الراهنة، وتوجه سياسته؛ فنحن على استعداد؛ شريطة إجراء انتخابات حرة في الداخل وفى المخيمات في الخارج لاختيار هذه القيادة. 

القيادي زياد نخالة، نائب الأمين العام لحركة الجهاد

 

حركة الجهاد: الخلاف حول سبل إدارة الصراع 

  أوضح "زياد نخالة" نائب الأمين العام لحركة الجهاد، رئيس وفدها في حوار القاهرة، أن القضية المحورية في رؤية الحركة تنطلق من كيفية إدارة الصراع مع العدو الإسرائيلي. 

وأشار "نخالة" إلى أن السلطة وحزبها يريان أن شارون وحكومته عبرا الأزمة، وأن أمريكا تريد أن تمنح الفلسطينيين شيئا، ونحن نرى العكس تماما، بل نرى أن مشروع المقاومة هو المشروع الوحيد الذي يصلح مع المشروع الصهيوني تحديدا؛ فهو لن يعطي الفلسطينيين شيئا مهما فعلوا في المفاوضات، مشيرًا إلى أن "أوسلو كان اجتهادا كبيرا تبناه أبو عمار، ولكنه لم يستطع أن يحشد له إجماعا فلسطينيا". 

وأضاف "نخالة"، لقد قبل الشعب بشكل عملي نتائج أوسلو، واستمرت المفاوضات المراوغة بيننا وبين العدو 7 سنوات متتالية لم يستطع فيها أبو عمار إنجاز شيء من الإطار المتفق عليه، على الرغم من التنازل عن ثلثي فلسطين، مشيرًا إلى أن  السلطة هي التي قادت الانتفاضة في البداية عندما أدركت أن المشروع الصهيوني يمانع في منح الفلسطينيين شيئا له معنى. 

وأكمل "نخالة" لقد انخرطنا جميعا نحن والسلطة في مشروع مقاومة العدو، والآن هناك وجهات نظر متعددة حول شكل إدارة هذا الصراع؛ حتى في حزب السلطة "فتح" تتعدد الرؤى، هناك إشكالية حقيقية داخل السلطة نفسها، خلقها مشروع المقاومة ووسائلها. 

 

الوحدة مع من؟ 

وأشار "نخالة"  إلى أن إشكالية القيادة الموحدة تطرح نفسها بشدة، ولكن السؤال لدينا في الحركة: "وحدة مع من؟"، نحن لا نريد الاتفاق مع أفراد في السلطة ممارساتهم على الأرض غير مقبولة من الشعب الفلسطيني.

 ويضيف "نخالة"، لقد قدمت السلطة أسوأ نموذج يمكن تقديمه في الحكم، والآن يريدون منا أن ننضوي تحت لوائهم.. كيف؟! هذا هو السؤال، هناك اتهامات مالية وفساد إداري داخل السلطة، ولا يريدون الإصلاح، قائلًا: نحن منذ البداية قررنا برغم الخلافات الأيديولوجية والفكرية بيننا وبين السلطة أن يكون هناك فيتو على الدم الفلسطيني؛ فلا اقتتال داخلي مطلقا، وهذا ما نحن ملتزمون به إلى الأبد. 

ونوه "نخالة"، إلى أن السلطة تريد طرح مشاريع تسوية جديدة ولكننا لا نثق بها، ولذلك هم حريصون على قضية التفويض، ونحن نفهم هذا جيدا؛ ولذلك فلن نمنح تفويضا لأحد، ولكن إذا أحضروا شيئا مقبولا فلن نرفضه على الإطلاق. 

وحول ما يمكن للحركة قبوله الآن قال نخالة: نحن نقبل بأهداف الانتفاضة؛ وهي دحر الاحتلال، وإقامة وطن على أراضي 67، ولكن يظل حلمنا وحلم كل فلسطيني في كل فلسطين، وسوف نورث هذا الحلم للأجيال القادمة، ولن يستطيع أحد نزع هذا الحلم من قلوبنا. 

وأضاف "نخالة"، نحن -وفق هذه الرؤية- نقوم بما علينا من جهد في الانتفاضة من خلال إطار اللجنة العليا للانتفاضة. 

فهد سليمان، عضو المكتب السياسي للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين 

الجبهة الديمقراطية: المهم آلية اتخاذ القرار

 قال فهد سليمان -عضو المكتب السياسي للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين، رئيس وفدها في حوار القاهرة-: إننا أتينا إلى القاهرة مدفوعين بإحساسنا بعمق الأزمة التي تمر بها الحالة الفلسطينية؛ فعندما تغيب الوحدة والبرنامج المشترك والمستوى القيادي الموحد تنشأ حالة من التجاور، وهذا يضر قضيتنا الوطنية، ولا يساعد في التقدم نحو إيجاد حل لها على الصعيد السياسي. 

وأضاف "سليمان"، البعض يبشر بالوحدة الميدانية (في إشارة للجنة التنسيق العليا للانتفاضة)، وهي -من وجهة نظري- تعبير عن عجز في الصف الفلسطيني،مشيرًا إلى أن الوحدة الميدانية خداعة؛ لأنها في الواقع تفصل بين الميداني والسياسي، والأحرى أن يتوحد الميداني والسياسي إذا أردنا تحقيق النصر، ودلل على رؤيته بوجود أساليب نضالية متعارضة ومتباينة على الساحة الفلسطينية المقاومة؛ مما ينتج عنه في النهاية أشكال مختلفة من السياسة المتعارضة. 

وقال "سليمان" هذا يدعونا إلى أن نركز على كل ما يقربنا ويجسر الهوة بيننا نحن الفلسطينيين؛ لكي نتوحد. وأضاف: نحن ندرك بالطبع حجم الصعوبات التي تواجه هذا الاتجاه نحو الوحدة، ورغم ذلك فنحن نعتقد أنه بالإمكان الوصول إلى تقاطعات سياسية محددة. 

الجمود السياسي قاتل 

ونوه "سليمان" إلى أن الحالة الفلسطينية تعيش حالة من الجمود السياسي القاتل، وشدد على أن فقدان البرنامج السياسي المشترك لا يعطل السياسة، ولكنه يحصرها في السلطة، ويجعل المعارضة تقف في خانة الاعتراض والنتيجة أن القرار السياسي يتخذ بمعزل عنها

 وأشار "سليمان"،  إلى أن هذا هو جوهر القضية، إذا أرادت المعارضة الفعل فعليها توحيد الصف الفلسطيني، وعدم ترك المجال السياسي للسلطة وحدها تحدده وفق توجهاتها هي بمعزل عن القوى الفاعلة على الصعيد المقاوم. 

وحول آلية اختيار القيادة الموحدة قال "سليمان" المهم ليس آلية اختيار القيادة، ولكن آلية اتخاذ القرار، علينا إيجاد آلية تضمن مشاركة الجميع في اتخاذ القرار، من هنا فقط يمكن الحديث عن قيادة موحدة. 

أما قضية التمثيل النسبي للفصائل المختلفة؛ فلن تحل إلا بإجراء انتخابات حرة وديمقراطية، وهذا يطرح قضايا عديدة حول قانون الانتخابات الحالي، وقدرة وجدية السلطة على إجراء انتخابات في ظل الاحتلال، والتخوفات المطروحة بشأن نتائج هذه الانتخابات من قبل السلطة التي تعتقد أن أي انتخابات قادمة ستكسر احتكارها للسلطة، وستغير من المعادلة السياسية بشكل كامل. 

الطاقات معطلة 

وأوضح "سليمان" أنه من هنا تأتي أهمية الإسراع في إيجاد قيادة موحدة تشارك بشكل فعلي في اتخاذ القرار السياسي الكفاحي، وأضاف أن فتح تتصدى لدور لم تعد تملك القدرة على القيام به في الوقت الراهن؛ ولذلك فطاقات الشعب الفلسطيني معطلة في الداخل وفى الشتات. 

وأشار إلى أن الإمكانات المتاحة لتعبئة الشعب الفلسطيني في الداخل والخارج والمهدرة بسبب من عجز السلطة وحزبها الحاكم على النهوض بهذا الدور الأمر الذي يلقي بالمسئولية على جميع القوى الفلسطينية للمساهمة في إيجاد قيادة جماعية تتصدى لهذا الدور المهم للفلسطينيين، ولقضيتهم الوطنية في هذا الوقت الحساس.