من أرشيف عبد الرحيم علي
عبد الأمير الركابي لعبد الرحيم علي : المعارضة اليسارية هي الحل في حكومة إنقاذ وطني للعراق
نُشر هذا المقال بموقع "إسلام أون لاين نت" بتاريخ 21 يناير 2003
هو واحد من رموز المعارضة الوطنية الذين رفضوا بشدة المشاركة في مؤتمر لندن؛ من منطلق رفض الحرب أو التعاون مع أي جهة أجنبية في التخطيط للتغيير في العراق.
وعلى الرغم من إقامته كمعارض عراقي بارز في باريس فإنه ذهب مؤخرًا إلى بغداد وقابل عددًا من كبار المسئولين، بينهم نائب الرئيس العراقي، يطرح "عبد الأمير الركابي" -وهو كاتب يساري معروف- رؤية تنطلق من رغبة لدى قطاع واسع من المثقفين العراقيين وخاصة اليساريين في أن يأتي الحل من داخل العراق، عبر تشكيل حكومة إنقاذ وطني، مهمتها قيادة فترة التحول إلى النظام الديمقراطي الدستوري، مع منح صدام ضمانات كافية بالتواجد داخل البلاد، مع حفظ حياته وأسرته وعدم ملاحقته قضائيًا.
ويرفض "الركابي" أي حديث حول مبادرة تخالف هذا الطرح؛ باعتباره تهيؤًا بالفعل للحرب؛ لأن صدام لا يمكن أن يقبل بأقل من هذا.
* سيد "عبد الأمير الركابي" مع تسارع دقات طبول الحرب.. هل تتوقعون مبادرة سلمية تطيح بشبح هذه الحرب بعيدًا؟
** أنا رأيي أن الحل الوحيد يأتي من داخل العراق، عبر تشكيل حكومة إنقاذ وطني، برعاية وضمانات دولية وعربية وإقليمية، ولدي معلومات أن فرنسا -بالاتفاق مع عدد من الدول الأوروبية- تعكف الآن على صنع مبادرة بهذا الشكل، حكومة إنقاذ وطني تشارك فيها كافة القوى السياسية الأساسية في المجتمع العراقي (الأكراد - السنة - الشيعة - اليسار القوميون - العشائر، ممثلو المجموعات العقائدية الأخرى - القوميات الصغرى: الترك، الآشوريون- بالإضافة إلى حزب البعث).
* ماذا ستكون مهمة هذه الحكومة؟
**الانتقال بالبلاد في وقت محدد لا يتعدى العام إلى نظام دستوري ديمقراطي، وإجراء انتخابات برلمانية حرة، تكفل للشعب أن يقول كلمته ويختار حكومته الجديدة.
* ولكن هل سيقبل الرئيسي صدام بذلك؟
** إذا تم منح الرئيس صدام ضمانات دولية حقيقية بعدم الملاحقة القانونية بحقه وحق معاونيه وأسرهم، شريطة أن يبقى داخل العراق، مع ضمان حياته وسلامته.. في هذه الحالة سيوافق فورًا؛ خروجًا بالعراق من هذا المأزق المدمر.
* وهل سيمارس عملا سياسيا أم سيعتزل آنذاك السياسة؟
** نحن عندما تحدثنا عن المشاركة ذكرنا حزب البعث، وهذا الحزب يرأسه صدام حسين، فإذا أراد الحزب ترشيح صدام في الانتخابات القادمة كمرشح ضمن المرشحين فليفعل، والكلمة الأولى والأخيرة آنذاك للشعب، خاصة أن الانتخابات حينئذ ستتم بإشراف دولي، وسيتم ضمان نزاهتها بشكل كامل.
* ولكن هل توافق أطراف المعارضة على ذلك، وبخاصة الشيعة والأكراد؟
** أعتقد أن هذا هو الحل المنطقي والوحيد الذي يمكن قبوله من قبل صدام وحزب البعث، وفيما عدا ذلك فلن يكون أمام صدام خيار آخر سوى الحرب؛ دفاعًا عن حياته على الأقل.
* ولكننا نسمع عن مبادرات في الأفق تدور حول خروج صدام حسين من العراق ولجوئه إلى دولة عربية تضمن سلامته كجزء من صفقة لتمرير الأزمة سلميًا!
** كل هذه التصريحات والتحركات التي تتحدث عن هذا الموضوع وراءها شبح أمريكا؛ لأن الأمريكان بدءوا بالفعل في التفكير بحل سلمي يخرجهم من المأزق الذي يواجهونه، فالقضية بالنسبة إليهم ليست الإطاحة بصدام فقط ولكن إيجاد بديل سياسي يؤمّن لهم الاستقرار، خاصة أنهم يملكون مصالح إستراتيجية كبرى في المنطقة، ولكني أزعم أنهم يسيرون بالاتجاه الخاطئ إذا كانوا يفكرون في خروج صدام ولجوئه إلى دولة عربية أو حتى أجنبية؛ لأن صدام لن يخرج من العراق إلا جثة هامدة، والمستحيل هو أن يتصور أحد غير ذلك.