السبت 23 نوفمبر 2024

من أرشيف عبد الرحيم علي

عبد الرحيم علي يكتب.. حكايات من دفتر الثورة

نشر
عبد الرحيم علي

ظن الكثيرون أن القوى الوطنية الأصيلة- ممثلة فى جيشها- كانت قد كسرت ظهر تلك القوى المتمثلة فى «شلة التوريث» بعد٢٥ يناير، إلا أن تلك القوى كانت قد كمنت حينا من الدهر ثم أخذت تخطط لاستكمال مشروعها فى الهيمنة من جديد على مفاصل الدولة المصرية الوطنية رافضة تصدر الجيش الوطنى للعبور بالبلاد لشاطئ الأمان.
كان التوريث لديهم مشروعا لا يرتبط بشخص جمال مبارك- كما ظن الناس- حتى أن «الوريث» نفسه لم يكن مهما لسدنة المشروع فربما كان «كارت» يستعمل ثم يرمى فى أقرب سلة للمهملات.. إنهم فى الأصل نيوليبراليون موالون للإمبريالية الأمريكية تحالفوا من أجل خدمة مصالحها دون التمسك بقيم ولا وسيادة ولا وطينة ولا دين.. يتحالفون مع الشيطان نفسه من أجل خدمة مصالحهم.
تحالفوا مع الإخوان ثم انقضوا عليهم وظنوا أنهم قافزون على ثورة ٣٠ يونيو وكان النصر حليفا للجنرال الذى ارتضاه الشعب ممثلا لجيشه الوطنى.
«الطوق النظيف» هو اسم الخطة التى تم وضعها للقضاء على الجيوش العربية، بالتزامن مع تحقيق خارطة تقسيم لمنطقة الشرق الأوسط بعد إشعال الفوضى الخلاقة الممهدة لما يسمى الشرق الأوسط الكبير.
الجيوش المستهدفة بالترتيب هى جيوش مصر والعراق وسوريا، كما تم وضع الخطط للسيطرة على منابع البترول فى المنطقة وتأمينها والقضاء على قوة العرب.
بعد الانتهاء من العراق بدأ اللعب داخل سوريا من خلال عمليات التفكيك التى تمت داخل الجيش السورى قبل اندلاع الثورة السورية، عن طريق ما يسمى الحرب بالوكالة، لأن إسرائيل كانت تعلم أنها ستخسر أكثر من ٨٠٠ مليار دولار وكل البنية التحتية الإسرائيلية بالإضافة لوادى التكنولوجيا الإسرائيلى والذى كلف ٥٠٠ مليون دولار، لو قامت بأى حرب جديدة مع مصر أو سوريا.
ولم تعد لجميع الدول العربية جيوش قادرة على مواجهة إسرائيل، إلا الجيش المصرى، الذى جاء فى المرتبة الأولى فى تصنيف الجيوش العربية والإفريقية، والرابع عشر على مستوى العالم عام ٢٠١١، فى التصنيف السنوى لقوى الجيوش فى العالم، بحسب تصنيف دولى، واحتلت السعودية المرتبة الثانية عربياً والـ٢٧ عالميا بـ ٢٣٣ ألف جندى و٩٧٧ طائرة حربية وميزانية مخصصة للدفاع تقدر بـ ٤٦.٢مليار دولار.
أدركت مصر المخطط المراد لها، بعد أن بدأت تظهر رسومات جديدة وخرائط مستحدثة لإعادة تقسيم المنطقة وفق مصالح القوى الدولية المتنافسة، عن طريق توظيف ما يسمى القوى الثورية، والمنظمات الحقوقية، وكذا الإرهاب والجماعات المسلحة.
وأدركت مصر أن هناك مؤامرة غرضها تفتيت مصر إلى ثلاث دويلات، وطرد الفلسطينيين من غزة إلى سيناء، وتقسيم الدول العربية على غرار ما حدث فى السودان، عن طريق الإيقاع بين الشعب والشرطة لإغراق البلاد فى الفوضى، والتأثير على الحالة الاقتصادية والاجتماعية، والوقيعة بين الأقباط والمسلمين لزعزعة استقرار البلاد، وإظهار مصر فى صورة سيئة توحى للعالم بوجود فتنة طائفية.