الأحد 08 سبتمبر 2024

من أرشيف عبد الرحيم علي

عبدالرحيم علي يكتب : "صفر الإخوان" .. الجماعة كانت تعلم قبل الانتخابات

نُشر هذا المقال في الأهرام العربي بتاريخ السبت 11 ديسمبر 2010

نشر
عبد الرحيم علي

عبدالرحيم علي يكتب : "صفر الإخوان" .. الجماعة كانت تعلم قبل الانتخابات

 

حصول الإخوان علي صفر في الانتخابات البرلمانية‏2010,‏ لم يكن وليد المصادفة‏,‏ وإنما جاء نتيجة منطقية للعديد من العوامل وإفراز لعوامل كثيرة تفاعلت داخل الجماعة طوال خمس سنوات هي عمر برلمان‏.2005‏

تبرير الفشل‏:‏وفي محاولة يائسة من عدد من قادة الجماعة‏,‏ استباق هذه النتائج بالتبرير لها‏,‏ توقع نائب المرشد العام السابق للجماعة الدكتور محمد حبيب أن تمني الجماعة بانتكاسة في الانتخابات البرلمانية المقبلة عام‏2010,‏ بسبب ما وصفه بالتزويرالذي سيحدث ضد مرشحيها‏,‏ وسن قوانين تحد من مشاركة الجماعة في الحياة السياسية‏.‏

وفي تصريحاته لوكالة رويترز قال حبيب إن‏'‏ تزوير الانتخابات‏,‏ والإجراءات الحديثة لمنع أعضاء الجماعة من السعي للفوز بمنصب عن طريق الانتخاب يمثل نذير شؤم للمستقبل‏'.‏

وأضاف حبيب‏:'‏طبعا من غير الممكن أن نحقق ما حققناه في‏2005',‏ قراءة المشهد السياسي حاليا تقول كده إلا إذا حصل ما لم يتوقعه أحد‏'.‏

وشدد حبيب علي أن‏:'‏السلطة تحاول أو تقوم بتزوير الانتخابات بنسبة‏100%‏ من خلال التشريعات‏,‏ بالإضافة للإجراءات الاستثنائية‏,‏ بما فيها الإجراءات الأمنية طبعا‏,‏ ناهيك عن الخروقات‏'.‏

مع توقع الجماعة لفشلها في انتخابات‏2010,‏ حاولت مغازلة النظام للوصول إلي أي صيغة تضيف إليها بعض المكاسب حتي لو كانت ضئيلة لتحفظ ماء وجهها أمام أتباعها في الداخل والخارج‏.‏ كانت البداية مع الأحزاب الشرعية‏,‏ عندما حاولت فتح حوار معها لدفع النظام للتحرك تجاه الجماعة‏,‏ بدأت بالتجمع‏,‏ وفشلت‏,‏ ثم حاولت مع أحزاب الناصري والوفد‏,‏ ولم تجن أيضا سوي الفشل‏.‏

كانت نقطة الخلاف الرئيسية مع كل الأحزاب التي تحاورت معها الجماعة هي مفاهيم الإخوان حول ولاية المرأة والقبطي والمرجعية الإسلامية‏,‏ وفي هذا الصدد أكد د‏.‏سعد الكتاتني المتحدث الإعلامي لجماعة الإخوان أنهم لا يتنازلون عن مبادئهم من أجل إجراء اتفاق أو تنسيق مع الأحزاب‏,‏ مشيرا إلي أنهم لم يطالبوا الآخرين بتغيير منهجهم أو قناعاتهم‏,‏ وأن الإخوان لديهم قناعات ورؤية ولن يقبلوا أن يأخذهم أحد علي أجندته‏.‏

وأشار الكتاتني إلي أن الزيارات السابقة أثبتت اتفاقهم مع الأحزاب علي القضايا الأساسية للإصلاح وضرورة العمل المشترك‏,‏ مضيفا أنهم يدرسون تقييم الجولة الأولي من الحوار‏,‏ وبدا أنهم بصدد جولة أخري للبحث عن كيفية العمل معا لتحقيق الأهداف المتفق عليها‏.‏

موضحا أن ما قدمه الإخوان من تفسيرات تتعلق بالأقباط والمرأة في لقائهم مع أحزاب التجمع والناصري والوفد والدستوري تتعلق برؤية الإخوان‏,‏ ولا يريدون أن يتدخل أحد في قناعتهم طالما أن الإخوان لا يتدخلون في قناعة الآخرين‏.‏

وذكر الكتاتني أنهم لا ينتظرون الوصول لاتفاق‏100%‏ مع الأحزاب‏,‏ لأن كل تيار له مساحة من العمل والتحرك منفردا‏,‏ بما لا يلغي الاتفاق القائم علي التوحد من أجل إجراء انتخابات نزيهة وتعديلات دستورية ووقف العمل بقانون الطوارئ وغيرها من أساسيات الإصلاح‏.‏

بالونة اختبار

بعد فشلها في الحوار مع الأحزاب‏,‏ قررت الجماعة إطلاق بالونة اختبار أخري‏,‏ ولكن هذه المرة الاختبار كان له هدف مزدوج‏.‏ رشحت الجماعة ثلاثة من أعضائها في مجلس الشعب لانتخابات مجلس الشوري التي جرت في يونيو‏2010,‏ كان أول أهدافها من هذا الترشيح قياس مدي قبول النظام لإجراء أي صفقة معها‏,‏ في إطار محاولات منعها من الارتماء في أحضان الجمعية الوطنية للتغيير‏,‏ والتي أعلنت الجماعة قبيل الانتخابات‏,‏ أنها تدرس إمكانية الانضمام لها‏.‏ والهدف الثاني تمثل في اختبار مدي شعبية نوابها بعد خمس سنوات من الوجود في مجلس الشعب‏.‏

وجاءت النتيجة مخيبة لآمال الجماعة بعد فشل مرشحيها الثلاثة في الفوز بأي مقعد بالرغم من وجودهم كنواب داخل مجلس الشعب لمدة خمس سنوات متتالية‏,‏ ومثل ذلك يعد مؤشرا جديدا علي ضعف شعبية الجماعة ونوابها في الشارع المصري‏.‏

شعرت الجماعة بأزمتها الكبري‏,‏ وفي محاولة يائسة لدفع النظلم لإجراء حوار معها ينقذها من تلك الأزمة‏,‏ قامت الجماعة بتغيير عاجل في إستراتيجيتها واندفعت باتجاه ركوب موجة البرادعي التي التفت حولها الكثير من القوي السياسية‏.‏

كانت البداية مع دعوة الدكتور محمد البرادعي‏-‏ خلال زيارته في‏5‏ يونيو‏2010,‏ لمقر الكتلة البرلمانية‏,‏ إلي انضمام الجماعة للجمعية الوطنية للتغيير‏,‏ وذلك خلال لقائه مع النائب سعد الكتاتني رئيس الكتلة البرلمانية للجماعة‏,‏ قبل أن يفقد مقعده في البرلمان في الانتخابات الأخيرة‏.‏

كان اللقاء استكمالا للقاء سابق جري منذ شهرين‏,‏ وتناولا فيه العديد من القضايا المتعلقة بالحريات وموقف الإخوان من بعض القضايا‏,‏ وموقف الجمعية من بعض الإصلاح‏.‏

كما ناقشا سبل التحرك المشترك‏,‏ في إطار جمع التوقيعات علي بيان‏'‏ معا سنغير‏',‏ والعمل علي تحقيق المطالب السبعة التي ينادي بها البيان‏,‏ وأهمها تعديل الدستور‏,‏ وإلغاء حالة الطوارئ‏,‏ وإجراء انتخابات نزيهة‏,‏ والسماح للمستقلين بالترشح لرئاسة الجمهورية‏.‏

وهو اللقاء الذي وصف فيه البرادعي الإخوان بأنهم‏'‏ يمثلون أكبر حزب شرعي في مصر باعتبارهم يملكون أكبر عدد من مقاعد المعارضة في البرلمان‏'.‏

ومع تأخر وصول أي رسالة من النظام اندفعت الجماعة أكثر فأكثر باتجاه الجمعية الوطنية للتغيير‏,‏ وفي أوائل سبتمبر‏2010‏ دعا محمد البرادعي إلي مقاطعة الانتخابات البرلمانية لأنها‏'‏ ستزور‏',‏ واعتبر بأن‏'‏ العصيان المدني السلمي‏'‏ سيكون الورقة الأخيرة إذا استمرت الدولة في تجاهل مطالبات بالإصلاح‏'.‏

وأضاف البرادعي‏'‏ الانتخابات البرلمانية علي الأبواب والنظام لم يستجب لمطالبنا‏,‏ وأي شخص يشترك في الانتخابات سواء أكان مرشحا أم ناخبا يخالف ضميره القومي‏.'‏ بالطبع كانت الجماعة بجانبه تؤازر هذا الطرح وتدعو جميع القوي السياسية للاستجابة له‏,‏ معلنة عن زيارات لمقار الأحزاب لإقناعها بالعدول عن المشاركة في الانتخابات البرلمانية المقبلة‏.‏

الأحزاب تقرر خوض الانتخابات‏:‏

استبقت أحزاب الوفد والتجمع والناصري‏,‏ الزيارات التي أعلنت الجمعية الوطنية للتغيير عن تنظيمها إلي مقاراتها‏,‏ لبحث الموقف من الانتخابات البرلمانية المقبلة‏,‏ حيث جددت قيادات الأحزاب الثلاثة تمسكها بالمشاركة في الانتخابات‏,‏ وعدم الالتفات إلي دعوة المقاطعة التي دعت إليها الجمعية‏.‏

وقال محمد مصطفي شردي المتحدث الإعلامي باسم حزب الوفد‏,‏ إن الحزب قرر الاستعداد بكل قوة لانتخابات مجلس الشعب المقبلة‏'‏ لأننا نعتقد أن مقاطعة الانتخابات أثبتت عدم جدواها‏'.‏

وأضاف شردي‏:'‏أي قرار يتخذه الوفد لن يأتينا من الخارج ولكن يأتي من داخل الوفد ومؤسساته‏,‏ فنحن نحترم جميع الاتجاهات السياسية ونفتح أبوابنا للجميع لكن قرارتنا لا تخرج إلا من هيئتنا العليا‏'.‏

كان هذا أيضا هو قرار حزب التجمع الذي أكد أن التوجه العام لأحزاب الائتلاف هو المشاركة في الانتخابات والضغط للحصول علي مزيد من الضمانات للنزاهة‏.‏

أما سامح عاشور النائب الأول لرئيس الحزب الناصري‏,‏ فأكد أن موقف الأحزاب من المشاركة في الانتخابات لن يتأثر بالزيارات التي قررت الجمعية الوطنية للتغيير إجراءها‏,‏ مضيفا أن الموقف الذي استقر عليه الحزب الناصري حتي الآن هو المشاركة في الانتخابات‏.‏

بعد تجاهل الدعوة للمقاطعة أفل نجم البرادعي و جمعية التغيير في ظل الخلافات الحادة التي عصفت بقيادة الجمعية‏,‏ وانتهت باستقالة منسقها العام الدكتور حسن نافعة وتولي الدكتور عبد الجليل محمود رئاستها‏,‏ وهو الأمر الذي تسبب في تعرية الجماعة من آخر ورقة توت كانت تستتر بها‏.‏

الجماعة عارية

بعد اتخاذ مجمل أحزاب المعارضة لقرار المشاركة في الانتخابات‏,‏ وبعد أفول نجم الجمعية الوطنية للتغيير‏,‏ وجدت الجماعة نفسها تقف عارية في العراء السياسي‏,‏ فكان قرارها المتعجل بالمشاركة في الانتخابات‏,‏ بعد أن كانت هيأت كوادرها علي أنها ستقاطع الانتخابات‏.‏

وهو ما خلق شرخا داخليا كبيرا‏,‏ بسبب التعبئة التي قامت بها الجماعة لقواعدها واستنفارهم لمقاطعة الانتخابات‏.‏

أعلنت الجماعة قرارها بالمشاركة رسميا يوم السبت‏9‏ أكتوبر‏2010,‏ كما أعلنت عزمها التنافس علي‏30%‏ من المقاعد وسط اعتراضات داخلية حادة‏.‏

وبالطبع كان القرار قد تأخر كثيرا‏-‏ قبل شهر فقط من فتح باب الترشح‏-‏ وهو ما مثل أول خطأ إستراتيجي وقعت فيه الجماعة‏,‏ حين اتخذت قرارها فجأة تحت ضغط الغضب من عدم تلبية الأحزاب رغبتها في المقاطعة‏,‏ دفع في سبيل ذلك الغرور الشديد للجماعة والذي دفع بنائب لهم في دائرة مينا البصل يقول‏'‏ لو رشح الإخوان كلبا لأنجحناه‏',‏ الأمر الذي أدي الي تلك النتيجة التي أفزعت الجماعة‏,‏ واضطرتها إلي الانسحاب من جولة الإعادة‏.‏

الجماعة ترفض التنازل عن الشعارات الدينية وتشتبك مع الأمن‏:‏

بدأت الجماعة مرحلة الدعاية بإثارة المشكلات في معظم الدوائر التي يتنافس فيها مرشحوها ووصل الأمر للاشتباك مع قوات الأمن في‏6‏ محافظات في يوم واحد وإصابة‏30‏ من رجال الشرطة‏,‏ بينما تم القبض علي‏250‏ من عناصر وأنصار الإخوان‏,‏ في محافظات‏:‏ الإسكندرية ـ والغربية ـ والشرقية ـ والدقهلية ـ وحلوان ـ والفيوم ـ في أثناء تفريق الأمن لمسيرات احتجاجية للجماعة احتجاجا علي استبعاد عدد من مرشحيها بسبب الفشل في إثبات الصفة‏,‏ خصوصا في الإسكندرية‏,‏ حيث تم استبعاد من نوابها السابقين في دوائرالمنتزه‏,‏ ومينا البصل‏,‏ وباب شرق‏,‏ والرمل‏.‏

ضعف إدارة المعركة الانتخابية‏:‏

راجع تصريحات قادة الجماعة التي تصدرت المشهد الإخواني في انتخابات برلمان‏2010‏ بدءا من المرشد العام وحتي المرشحين في الدوائر المختلفة وستدرك حجم المأساة‏,‏ ثم قارن بين الصمت الذي فرضه خيرت الشاطر ومحمد حبيب والتصريحات المتناسقة والموحدة التي ظهر بها مرشحو الإخوان في‏2005‏ وبين ما حدث‏2010‏ ففي‏2005‏ كان خطاب الإخوان احتوائي‏,‏ ويحمل من الذكاء السياسي ما يكفي لكي يدهش المجتمع السياسي المصري‏,‏ أما الآن فنحن أمام تصريحات أغلبها عنصري وعصبي يجلب العداوة وينشر الفتنة ويضع الجماعة في خانة‏'‏ التهور السياسي‏',‏ ففي‏2005‏ رفع خيرت الشاطر نائب المرشد الذي قاد المعركة الانتخابية شعار الخدمات ونزل إلي الشارع‏,‏ بشعارات تحمل تفصيلات للشعار العام‏.‏

بينما في‏2010‏ سعي محمد بديع لاستعداء المجتمع حينما استعلي عليه وعلي أفراده بتصريحات من نوعية أن الإخوان هم ماء السماء الطهور الذي سيطهر المجتمع المصري من النجاسات‏..‏ هكذا ببساطة قسم المرشد المجتمع إلي أطهار هم الإخوان فقط‏,‏ وأنجاس هم بقية المواطنين دون أن يدري فضيلته أن هؤلاء المواطنين الذين ألصق بهم صفة النجاسة هم أصحاب الأصوات الانتخابية التي تعلو بمرشح وتخسف بالآخر‏,‏ وفي الوقت الذي اجتهد فيه الإخوان خلال الانتخابات الماضية لنفي صلتهم بالعنف خرج علينا المرشح والقيادي الإخواني صبحي صالح ليقول بسذاجة سياسية تؤكد أن الجماعة تدير الانتخابات الحالية دون رأس مفكر وعقل مدبر أن‏:‏ أي اعتداءات علي الإخوان ستفتح أبواب جهنم علي الأمن‏'.‏

لا تضع تلك التصريحات في خانة الأخطاء وكفي‏,‏ ففي ساحة المعركة الانتخابية كل الأخطاء مؤشرات‏,‏ وهذه التصريحات تؤكد الوضع الانتخابي الصعب الذي كانت تعيشه الجماعة وتؤكد بشكل أكبر أن الكلام حول وجود خلافات قوية داخل التنظيم‏,‏ وعدم قدرة القيادات الحالية علي قيادة دفة سفينة الإخوان ليس كلام عبث أو اتهامات عشوائية‏,‏ والدليل أن قيادات الجماعة حاولت تعويض غياب التنظيم‏,‏ بتلك التصريحات التي حاولت من خلالها نشر الفوضي‏,‏ والادعاء بأن الانتخابات باطلة لأنها اتسمت بعمليات عنف وفوضي واسعة‏.‏

ضعف أداء نواب الإخوان

أسهم نواب الإخوان في برلمان‏2005,‏ وأداؤهم السياسي‏,‏ بالجزء الأكبر من النتيجة التي حققتها الجماعة في هذه الانتخابات‏.‏ والذي وصفهم مجموعة من الخبراء المصريين لموقع هيئة الإذاعة السويسرية‏,‏ علي شبكة الإنترنت‏,‏ قبيل بدء الانتخابات بأقل من أسبوعين‏,‏ بأنهم كانوا‏:'‏بلا أجندة واضحة‏',‏ وليست لديهم‏'‏ قدرة علي المناورة السياسية‏',‏ فضلا عن كونهم يفكرون‏'‏ بعقلية الفصيل‏',‏ ويقدمون‏'‏ مصلحة الجماعة‏'‏ علي‏'‏ المصلحة العامة‏',‏ ويفتقدون‏'‏ للخبرة السياسية الكافية‏',‏ إضافة إلي‏'‏ ضعف الوعي السياسي والمعرفي‏'.‏

 

الوطني ومبررات الفوز علي الجماعة‏:‏

عقب انتخابات‏2005,‏ أجري حزب الأغلبية عملية واسعة لمراجعة الدوائر التي خسر فيها أمام الإخوان‏,‏ ووضع خطة شاملة لتقوية مرشحيه وتعزيز نقاط قوته ومعالجة نقاط الضعف في انتخابات‏2005,‏ سيطر سؤال واحد علي قيادات الحزب‏,‏ طوال خمس سنوات‏,‏ وهو كيف نهزم الإخوان بالضربة القاضية في‏2010‏ ؟

وكانت البداية‏,‏ إجراء استطلاعات رأي من نوع خاص أجرتها أمانة التنظيم بإشراف المهندس أحمد عز لقياس شعبية وقوة مرشحي الحزب عاما بعد عام‏,‏ وطوال تلك الفترة‏,‏ وعلي الرغم من اعتياد أمانة التنظيم علي إجراء مثل هذه الاستطلاعات قبيل الانتخابات‏,‏ فإن الاستطلاعات هذه المرة اختلفت كثيرا عن المرات السابقة‏,‏ خصوصا بعد أن اقتنصت جماعة الإخوان المسلمين‏88‏ مقعدا في الدورة البرلمانية الماضية‏.‏

السيناريو الجديد لاستطلاعات الرأي تضمن قياس شعبية وقوة الراغبين في خوض الانتخابات من مرشحي الإخوان ومقارنتها بشعبية مرشحي الحزب‏,‏ ليس هذا فحسب‏,‏ بل إن أمين التنظيم أعطي تعليمات لمسئولي الاتصال السياسي القائمين بإجراء الاستطلاعات بالكشف عن شعبية البدائل المطروحة بالدوائر الإخوانية من الجماعة‏,‏ ليحسن الحزب اختيار مرشحه القادر علي منافسة الصف الأول والثاني من مرشحي الإخوان‏.‏

وقد بلغ عدد تلك الاستطلاعات‏878‏ استطلاعا للرأي بمعدل‏4‏ استطلاعات للدائرة الواحدة في الشهور الأربعة الأخيرة السابقة علي الانتخابات وشارك فيها‏850‏ ألف مواطن‏,‏ أفصحت مقدما عن فوز مرشحي الوطني بـ‏161‏ مقعدا في الجولة الأولي من أصل‏442‏ مقعدا‏,‏ والإعادة بين مرشحي الوطني علي‏113‏ مقعداي‏,‏ وزيادة فرصهم في الفوز في الإعادة مع المرشحين الآخرين‏.‏

وهو الأمر الذي لا يمكن أن نغفله أو نتجاهله‏,‏ لمجرد أن فئة هنا أو هناك سترمينا ببعض من السهام الطائشة‏.‏