الأحد 08 سبتمبر 2024

من أرشيف عبد الرحيم علي

عبدالرحيم علي يكتب تفاصيل الحوار بين الفصائل الفلسطينية بالقاهرة لاختيار خليفة عرفات

نُشر هذا المقال بموقع "اسلام أونلاين نت" بتاريخ 14 نوفمبر 2004

نشر
عبد الرحيم علي

 

تستضيف القاهرة مطلع ديسمبر 2004 جولة جديدة "حاسمة" من الحوار بين الفصائل الفلسطينية بهدف التوصل إلى توافق شامل حول قضايا القيادة الوطنية الفلسطينية الموحدة، والبرنامج السياسي المشترك للفصائل، قبل انتخابات رئاسة السلطة الفلسطينية المقررة قبيل منتصف يناير 2005 لاختيار خليفة للرئيس الراحل ياسر عرفات، حسبما أعلنت مصادر مصرية وفلسطينية متطابقة السبت 13-11-2004. 

وقالت مصادر مصرية واسعة الإطلاع لإسلام أون لاين.نت: "تم التوافق مبدئيا بين مصر والفصائل على عقد هذه الجولة من الحوار في الأول من ديسمبر المقبل". 

وشددت المصادر على أن هذه الجولة ستكون "حاسمة خصوصا أن الأوضاع باتت متأزمة ولا يحتمل حسمها بعد رحيل الزعيم ياسر عرفات أي تأجيل آخر كما حدث في الجولات السابقة من الحوار التي احتضنتها القاهرة على مدى أكثر من عام". 

وأضافت: "ليس أمام الفلسطينيين سوى أقل من ستين يوما ليثبتوا للعالم أنهم على قلب رجل واحد".

وأدى رئيس المجلس التشريعي الفلسطيني روحي فتوح الخميس 11-11-2004 اليمين أمام المجلس في رام الله ليتولى رئاسة السلطة الفلسطينية خلفا لعرفات لمدة ستين يوما لحين إجراء انتخابات لاختيار رئيس جديد للسلطة. 

حوار على مراحل 

من جهته قال نايف حواتمه الأمين العام للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين: إن السلطات المصرية ناقشت معه "ترتيبات الجولة الجديدة من الحوار الفلسطيني المقرر عقدها بعد أيام من إجازة عيد الفطر المبارك". 

وأضاف حواتمه في حوار أجرته معه إسلام أون لاين.نت على هامش مشاركته في تشييع جنازة الزعيم الفلسطيني ياسر عرفات في القاهرة الجمعة 12-11-2004 أن الحوار سيتم على "ثلاث مراحل". 

ووفقا لحواتمة فإن المرحلة الأولى ستكون ثنائية بين المسئولين المصريين من جهة ووفود الفصائل الخمسة الرئيسية من جهة أخرى (فتح، والجبهتان الشعبية والديمقراطية، وحركتا حماس والجهاد) كل على حدة، في حين سيشارك في المرحلة الثانية من الحوار بشكل جماعي الفصائل الخمسة الأساسية ووفد مصري. 

وتابع حواتمه قائلا: "ثم يختتم الحوار بحضور كافة فصائل منظمة التحرير الأحد عشر، بالإضافة إلى حركتي حماس والجهاد وممثلين عن القيادة المصرية ووفد من منظمة التحرير الفلسطينية بقيادة رئيسها الجديد محمود عباس". 

وأشار حواتمه إلى أن "جولة الحوار هذه المرة مختلفة عما سبقها فهي تأتي والقضية الفلسطينية تمر بأصعب أوقاتها، وليس أمامنا سوى ستين يوما لنثبت للعالم أننا نستحق التأييد والمؤازرة". 

أجواء مختلفة

ورأى أن "البيئة السياسية التي ستجرى فيها تلك الجولة قد طالتها متغيرات عديدة، فقد استساغت جميع الفصائل الحديث عن أهمية وجود قيادة وطنية موحدة وضرورة البحث في برنامج سياسي مشترك وهو ما كان غائبا في كل الحوارات السابقة". 

ولفت حواتمه إلى أنه "بعد وفاة عرفات باتت مجمل الفصائل الفلسطينية متفقة الآن على أن البديل هذه المرة لا يجب أن يكون أفرادا وإنما مؤسسات تقوم على عملية انتخابية ديمقراطية يشارك فيها الجميع دون استثناء". 

وقال حواتمه: "لقد اتفقنا مع الإخوة في القيادة المصرية ومع قيادة منظمة التحرير الفلسطينية الجديدة ممثلة في الأخ محمود عباس وأيضا مع قيادة فتح الجديدة ممثلة في الأخ فاروق قدومي، على ضرورة أن تنتهي هذه الجولة إلى اتفاق شامل حول قضايا القيادة الوطنية الموحدة، والبرنامج السياسي المشترك". 

وأعتبر أنه "بهذا البرنامج وتلك القيادة نستطيع السير إلى انتخابات ديمقراطية وتشكيل حكومة وحدة وطنية". 

القاهرة تجس النبض

وكان مسئولون مصريون رفيعو المستوى عقدوا عددا من اللقاءات الثنائية مع كافة أعضاء الوفود الفلسطينية التي حضرت جنازة الرئيس الفلسطيني في القاهرة ومنها فتح وحماس والجبهة الديمقراطية، وكذلك مع رئيس منظمة التحرير الفلسطينية الجديد السيد محمود عباس (أبو مازن)، بحسب المصادر المصرية واسعة الاطلاع. 

وتدارس المسئولون المصريون في هذه اللقاءات "أهمية المرحلة المقبلة التي تتطلب التوصل إلى أفق سياسي وقيادة مشتركة لإنجاز الانتخابات المقررة قبل ستين يوما برؤية واضحة"، بحسب المصادر ذاتها.