من أرشيف عبد الرحيم علي
ندوة عن “مكافحة الإرهاب والتطرف بالعالم العربي” .. عبدالرحيم علي: أوروبا أخطأت بفتح ذراعيها للسلفية.. والتيار الصوفي الأنسب لمواجهة الإرهاب.. سفيرة الإمارات: ندعم السلام وتنبذ العنف
قال الدكتور عبد الرحيم على، رئيس مجلس إدارة ورئيس تحرير مؤسسة "البوابة نيوز"، ورئيس مركز دراسات الشرق الاوسط بباريس ولندن، أن التعاون بين مصر والإمارات في مكافحة الإرهاب، بدأ منذ عام 1994، عن طريق اكتشاف جماعة الإصلاح المحمولة لجماعة الإخوان، الأمر الذي دعا الإمارات إلى مواجهة هذه الجمعية وإغلاقها، وإغلاق فرع الإخوان لديها.
وجاء ذلك خلال ندوة نظمتها "البوابة نيوز"، بالتعاون مع سفارة دولة الإمارات العربية المتحدة بالقاهرة، تحت عنوان: "مكافحة الإرهاب والتطرف في العالم العربي.. نموذجي مصر والإمارات"، بالقاعة الكبرى بمقر المؤسسة.
تهدف الندوة إلى التعريف بمخاطر الإرهاب على أمن واستقرار وسلامة المجتمعات العربية، وذلك في إطار رفع الوعى الجماهيرى لدى الشباب العربي بخطورة ظاهرتي التطرف والإرهاب، وآليات محاربتهما، انطلاقا من مبدأ أن القضاء على الإرهاب لا يأتي بالسلاح فقط، وإنما بالدور المهم والحيوى الذي يجب أن يقوم به المثقفون والنخب بشكل عام، في توضيح الرؤية الصحيحة والفكر المعتدل للجماهير وللرأي العام.
حاضر في الندوة، الكاتب الصحفى عبدالرحيم على، رئيس مجلسي إدارة وتحرير"البوابة نيوز " ورئيس مركز دراسات الشرق الأوسط بباريس، والمستشارة مريم خليفة الكعبي القائم بأعمال سفير الإمارات بالقاهرة، والسفير محمد العرابي، وزير الخارجية الأسبق، ومنير أديب، مدير عام تحرير "البوابة " والباحث في شئون الإرهاب.
كما شارك في الندوة عدد من مسئولي مؤسسة "البوابة نيوز"، والسفارة الإماراتية بالقاهرة، فضلًا عن عدد كبير من الباحثين في مجالات مكافحة الإرهاب والتطرف، وسياسيين ومسئولين من بلدان عربية عدة.
وقدمت الندوة الإعلامية أماني القصاص، وفي البداية رحبت بالمستشارة مريم خليفة الكعبي القائم بأعمال سفير الإمارات بالقاهرة، مشيرة إلى أن اختيار قاعة الشهداء، داخل مقر مؤسسة "البوابة نيوز"، لاستضافة الندوة، لم يكن مصادفة، وإنما حمل رسالة مفادها أن معركة الدولة المصرية ضد الإرهاب شهدت تقديم خيرة أبنائها لأرواحهم، حتى يتخلص المجتمع من هذا الكابوس.
وفي بداية كلمته، أشار الدكتور عبدالرحيم على، إلى أن الندوة أول ثمرة تعاون بين السفارة الإماراتية بالقاهرة و"البوابة نيوز".
وقالت المستشارة مريم خليفة الكعبي القائم بأعمال سفير الإمارات بالقاهرة إن دولة الإمارات تحرص على دعم الإسلام المعتدل ومكافحة مسببات التطرف ونبذ الرسائل المحرضة على التطرف.
وأشارت إلى أن دولة الإمارات أصدرت العديد من التشريعات والقوانين لدعم إجراءات منع التطرف والكراهية.
وأكدت "الكعبي" أن الإرهاب يشكل خطرًا على السلم والأمن الدوليين، وهناك توافق عالمي على اعتبار عدد من الأفعال إرهابية بما يتطلب تعاونًا دوليًا لمواجهة الجماعات الإرهابية.
وقالت إن الإمارات شاركت في التحالفات الدولية لمواجهة الإرهابيين وبينها مواجهة تنظيم داعش الإرهابي وغيرها من الجماعات. وأشارت إلى أن الندوة تعكس العلاقات المتميزة والراسخة بين البلدين على المستويين الرسمي والشعبي.
كما أوضحت "الكعبي" أن الإمارات تدرك ما يعيشه العالم العربي من استغلال الجماعات الإرهابية الإسلام كغطاء لها.
ولفتت إلى أن انخراط الإمارات في المشاركة ضد الإرهاب يأتي انطلاقًا من مبادئ قيامها بشكل أساسي وقناعتها بأنه لا مجال لتحقيق التنمية هي مواجهة التطرف الذي يأتي من التوعية ونشر الفكر.
وأوضحت "الكعبي" أن الاحترام المتبادل، والتعاون بين الدول، يمثل أولى خطوات التخلص من الإرهاب والتطرف، مشيرة إلى أنه منذ تأسيس دولة الإمارات، وهي تعلي قيم التعايش، وتدعم الإسلام المعتدل، وتسهم في تعزيز الاندماج الاجتماعي، بما يضمن نبذ العنف.
وأكدت أن الإمارات كانت حريصة على إنشاء وزارة للتسامح، كما انضمت إلى مجلس حكماء المسلمين، بهدف العمل على تعزيز السلم الدولي.
تعامل شامل
فيما دعا السفير محمد العرابي، وزير الخارجية الأسبق المجتمع الدولي إلى تعامل شامل في مواجهة ظاهرة الإرهاب.
وقال في كلمته: إن مكافحة الإرهاب يجب أن تمتد إلى جميع الجوانب المتعلقة بتلك القضية، فكريًا واجتماعيًا وسياسيًا، مشيدًا بندوة "البوابة نيوز"، والفكرة التي قامت عليها فعالياتها.
ووصف العرابي، تركيا بأنها مثال فج للدول الداعمة للإرهاب بمنطقة الشرق الأوسط، وأن أطماع أنقرة في ليبيا، ونقلها للعناصر الإرهابية إلى هناك، لتحقيق أهدافها، أمر لا يجب السكوت عليه.
وشدد على أن الوجود التركي في ليبيا وسوريا ودعمها لجماعة الإخوان الإرهابية، وتحالفها مع الحوثي في اليمن، واستهداف تونس عن طريق حركة النهضة الإخوانية، كلها أمور تهدد مستقبل هذه الدول، وتهدد أيضًا أمن منطقة الدول العربية وأفريقيا.
وأكد أن النظرة الإماراتية لمكافحة الإرهاب تعد نظرة شاملة، في ظل أنها لا تقف عند اعتباره عملًا مسلحًا فقط.
وأشار إلى أنه في عام ٢٠١١ أكد ولي عهد الإمارات ضرورة وجود مكافحة الإرهاب في التعليم، عن طريق دراسة المناهج المهمة التي تواجه الفكر الإرهابي، وهو ما يشير إلى أن الإمارات كانت تشعر بأن مواجهة الفكر الإرهابي وحامليه، هي الحل لاستئصالهم ومنعهم من تلويث أدمغة النشء.
وشدد العرابي على أن المشاركة الفعالة للدول ضد الجماعات والتنظيمات الإرهابية لاسيما تنظيم داعش الإرهابي، ضرورة أدركها الجيش الإماراتي الذي يتعامل بحرفية مع هذا الأمر على المستوى العسكري.
مواجهة فكرية صريحة
وأكد منير أديب مدير تحرير "البوابة ميوز"، والباحث في شئون الإرهاب، أن الدكتور عبدالرحيم على، كان من أوائل من حاربوا الإرهاب، بكتابات قوية، وأفكار بناءة، وأن تجربة مصر والإمارات في هذه القضية، تخطت الجانب العسكري، إلى مواجهة فكرية صريحة.
وأشار إلى أن المواجهة الفكرية للتطرف والإرهاب، تعد أخطر بكثير من المواجهة الأمنية، مشددًا على أن كثيرًا من الدول لم تقطع شوطًا جيدًا في المواجهة الفكرية.
وأوضح "أديب" أن مصر والإمارات في المقابل قطعتا شوطًا مميزًا، ليس داخل الدولتين فقط، وإنما خارجهما أيضا، لافتًا إلى أن الإرهاب فكرة تتحرك بين الأقطار وليس لها وطن. وأكد منير أديب، أنه لا يمكن مواجهة أي عدو دون معرفته بدقة وشمول، مشيرًا إلى أن دولة الإمارات أجرت العديد من الدراسات التي تهتم بالتعرف على الفكر الإرهابي والتنظيمات الإرهابية، لمعرفة كيفية مواجهتها، مشددًا على أن دراسة تجارب الدول في مواجهة الإرهاب ستؤدي إلى تحقيق الانتصار عليه.
وأشار إلى أن التجربة المصرية في مكافحة الإرهاب، تجربة فريدة سواء في التسعينيات من القرن الماضي، أو أثناء الفترة التي تلت ثورة يناير.
وأضاف "أديب" أنه تم استدعاء جميع أطياف المجتمع لمواجهة التطرف والإرهاب، بمشاركة الشعب كطرف رئيسي إلى جانب المؤسسات، لافتًا إلى أن الإمارات عززت مفاهيم التسامح وتقبل الآخر، وهو ما انعكس على انخفاض عدد الإماراتيين المنضمين لصفوف الجماعات المتطرفة.
تطور مخيف
وحذر "على" من أن الإرهاب تطور منذ نهايات القرن الماضي بشكل مخيف، مرورًا بالعمليات الفردية في أوروبا خلال التسعينيات من القرن العشرين، حتى أصبح يعتمد إستراتيجية الذئاب المنفردة، وتنفيذ العمليات الإرهابية بالطعن والدهس، حاليًا.
وأضاف: "حذرنا أوروبا منذ ١٩٩٦ من الإرهاب والإخوان، لكنهم وفروا لهم ملاذًا آمنًا، واعتبروهم من المعارضة المدنية، إلا أن هذه الرؤية بدأت تتغير في فرنسا نتيجة وجود مركز دراسات الشرق الأوسط بها".
وأشار "على" إلى أن المنطقة العربية بها العديد من التجارب الجيدة في مواجهة الإرهاب، منها تجربة الجزائر للرئيس السابق عبدالعزيز بوتفليقة، وأيضا التجارب السعودية والمصرية.
وقال إن أوروبا ارتكبت خطأ كبيرًا بفتح ذراعيها للسلفية المدخلية التي نشأت في السعودية، والتي رأتها أوروبا مناسبة لها.
وأضاف "على" خلال كلمته بندوة "البوابة نيوز " حول مكافحة الإرهاب، أن الخطر في تبني التيار السلفي، أنه رغم حمايته للسلطة السياسية، فإنه يهدم القواعد الاجتماعية الأساسية، التي تقوم عليها المجتمعات، خاصة ما يتعلق بالمواطنة والتعليم وحقوق المرأة.
وقال: إن التيار الصوفي، هو الأنسب لمواجهة التطرف والإرهاب، لأنه يحمل فكرًا راقيًا، بعيدًا عن الموالد والشعوذة، كما يعطي دروسًا حقيقية في التسامح وبناء الدول والمجتمعات".