الخميس 21 نوفمبر 2024

من أرشيف عبد الرحيم علي

باريس.. ندوة CEMO| عبد الرحيم علي: مصر عبرت مرحلة الإخوان بـ4000 شهيد.. سيد قطب الأب الروحي للإرهابيين «حقوق الإنسان» سلاح يستخدمه تيار الإسلام السياسي ولا يؤمن به.. وفرنسا تعاني منذ تفجيرات 1995

نشر
عبد الرحيم على
عبد الرحيم على

• الإخوان ينتظرون الفرصة للانقلاب على القيم الفرنسية بـ250 جمعية مشبوهة
• أقدم الديمقراطيات الغربية تستخدم الطوارئ عند الضرورة وهذا ما فعلته مصر
• مصر حمت جيرانها العرب وأوروبا من الإمبريالية التركية العثمانية الإخوانية
• مصر والإمارات تسعيان لإقامة حياة ديمقراطية مدنية حديثة
أكد الكاتب الصحفي عبدالرحيم علي، رئيس مركز دراسات الشرق الأوسط بباريس «سيمو»، رئيس مجلسي إدارة وتحرير «البوابة نيوز»، أن سيد قطب، تلميذ مؤسس جماعة الإخوان الإرهابية، حسن البنا، هو صانع الأيديولوجية الإخوانية، وهو “الأب الروحي” للمنظمات الإرهابية.

جاء ذلك خلال الندوة التي نظمها مركز دراسات الشرق الأوسط بباريس “SEMO”، اليوم السبت، تحت عنوان “حقوق الإنسان.. سلاح الإسلاميين للتلاعب بالديمقراطية”.
وطرح عبد الرحيم على، عدة أسئلة على بعض التقدميين ونشطاء حقوق الإنسان الغربيين، الذين يدافعون عن نشطاء وكوادر الإخوان الذين سُجنوا في مصر منذ عام 2013 على خلفية قضايا إرهاب، أولئك الذين يقدمونهم على أنهم “سجناء سياسيون”، تكشف أيديولوجية وأجندة الإسلاميين وحقيقة علاقتهم بقيم حقوق الإنسان والمواطنة، وموقفهم من حرية العقيدة الموقف من المرأة وغير المسلمين.
 

وقال: “سأحاول أن أطرح سؤالًا عليكم: هل لأجندة أو أيديولوجية الإسلاميين علاقة بقيم حقوق الإنسان والمواطنة أم لا؟ وما هي علاقتهم بأفكار مثل حرية الرأي والتعبير وحرية العقيدة والموقف من المرأة وغير المسلمين؟ وما هو موقف الغرب من قيم حقوق الإنسان والمواطنة وموقف الإسلاميين منها.. أمثلة: حرية الرأي والتعبير والعقيدة الموقف من المرأة الموقف من غير المسلمين؟

وتساءل الدكتور عبد الرحيم علي: “هل تعلمون أن عبد الله عزام، مؤسس القاعدة وأستاذ أسامة بن لادن، كان أحد قيادات جماعة الإخوان المسلمين؟ وهل تعلمون أن سيد قطب صانع الأيديولوجية الإخوانية وتلميذ حسن البنا هو “الأب الروحي” للمنظمات الإرهابية والمرجع الأساسي لمنظري القاعدة وداعش وحتى آية الله الخميني؟ وأن يوسف القرضاوي، أحد الشخصيات البارزة في جماعة الإخوان المسلمين في العالم والمؤسس المشارك لمعظم جمعيات الإخوان المسلمين الرسمية في أوروبا، هو المسئول عن مئات الفتاوى التي تدعو إلى شن هجمات انتحارية ضد الأوروبيين والأمريكيين واليهود والمسيحيين والقوميين العرب والزعماء العلمانيين باعتبارهم جميعًا من الكفار، المرتدين، وأنه يأمر مسلمي أوروبا بعدم الاندماج في تلك المجتمعات، بل يصل الأمر إلى دعوتهم لغزو القارة العجوز، وغزو روما عاصمة الكنيسة الكاثوليكية، مثله مثل تنظيم القاعدة وداعش؟
ووجه عبدالرحيم على، أسئلة لمنظمات حقوق الإنسان “المعادية للفاشية” التي تدافع عن الإخوان بدعوى أن البعض من تلك الجماعة يفضل العمل السياسي “الديمقراطي” على العنف، قائلا: هل تعرفون حقًا أن الإخوان كانوا معجبين بهتلر على سبيل المثال؟ وأن مفتي القدس أمين الحسيني، تلميذ حسن البنا ورفيقه في تأسيس الجماعة كان أكبر المتعاونين مع ألمانيا النازية وإيطاليا الفاشية”، ورحب به الإخوان بوصفه بطلًا في القاهرة عام 1945 عندما هرب من سجنه بفرنسا بعد إدانته بارتكاب جرائم ضد الإنسانية في محكمة مناهضة النازية في نورمبرج؟ هل سيسامح المناهضون للفاشية من الأوروبيين والغربيين الفاشيين الإسلاميين وما يروجونه من الأكاذيب والانتقادات للقادة الأوروبيين الوطنيين أو للقادة القوميين؟

وأكد رئيس مركز دراسات الشرق الأوسط بباريس، معاناة فرنسا مع الإسلاميين منذ تفجيرات مترو باريس عام ١٩٩٥، وهذا لم يكن سوى حصاد للأفكار التي زرعها يوسف القرضاوي وراشد الغنوشي وآخرين، كانوا يوصفون بالمعتدلين هنا في الغرب عندما قاموا بتأسيس منظمات اجتماعية تحمل الطابع الديني التي تحولت فيما بعد لاتحاد المنظمات الإسلامية في فرنسا، وصولا لمحاولات سن قانون الانفصالية لمواجهة تلك التداعيات، “عشرات” من السنوات كلفت فرنسا ماديا ومعنويا الكثير وما زالت تكلفها.
وقال الكاتب الصحفي: “عندنا في الشرق دول كثيرة كادت تفقد هويتها، وأخرى فقدت بالفعل هويتها وأصبحت مرتعا للإرهاب ومفرخة للارهابيين، طوال الوقت ودول أخرى كادت أن تمحى من على خرائط العالم (العراق، وسوريا، وليبيا أمثلة حية)، ومصر أُنقذت من براثنهم بأعجوبة.
وتابع: “طوال الوقت قيم حقوق الإنسان والحقوق السياسية هي السلاح الذي يستخدمه الإسلاميون في الوقت الذي لا يؤمنون بحرف منه، بل عند التطبيق العملي طبقوا عكس تلك القيم مع محمد مرسي، فعندما وصل إلى السلطة في مصر، كان أول قرار اتخذه هو استحواذه على كل السلطات وتعطيله للدستور، وعندما اعترض المصريون قتلهم في الشوارع “أحداث الاتحادية”، ولفق لهم تهم التآمر ومحاولات اقتحام القصر الجمهوري وخطفه، مستطردا: “الغرب جرب أفكار الإخوان المسمومة، وعندما نقوم نحن في بلداننا بمصر والإمارات، بإقامة حياة ديمقراطية مدنية حديثة يأتي إليكم هؤلاء الإرهابيون ويتباكون وأنتم تقفون معهم”.


وقال رئيس مركز دراسات الشرق الأوسط بباريس CEMO: إن محمد مرسي حاول السيطرة على مقدرات الشعب وتعطيل الدستور، وعندما ثار الشعب المصري العظيم للحفاظ على هويته والممتدة عبر التاريخ لـ7 آلاف سنة، مصر الأزهر مصر نجيب محفوظ وعدم اختطافها، قلتم: إن هناك انقلابا عسكريا ثم احتضنتم الإسلاميين مرة أخرى والذين ادعوا أننا نقيم نظام ديكتاتوري؛ لأننا خلصنا المنطقة من خطرهم.
وأكد عبد الرحيم على، أنه عندما انتُخِب الرئيس عبد الفتاح السيسي من قبل أغلبية شعبية كاسحة، كان الاقتصاد المصري على وشك الانهيار، والفوضى تعم المجتمع، وكان الإرهاب يغزو العاصمة والبلدات والقرى، ففي الفترة التي حكم فيه الإخوان، ضربت المنظمات الإرهابية، التي يدعمها الإخوان، الهيئات والمؤسسات ودور العبادة المسيحية والكنيسة البطرسية (بيت الأقباط الكبير) في قلب القاهرة ولم تسلم حتى المساجد المعتدلة غير الخاضعة للإخوان من تلك الاعتداءات التي تسببت في سقوط مئات الشهداء من المسلمين والمسيحي.

وقال عبد الرحيم على، إن المسيحيين عانوا الاضطهاد من قبل جماعة الإخوان الإرهابية خلال فترة حكمهم للدولة المصرية، موضحًا أن سنة حكم الإخوان كان يتم تفجير الكنائس في وضح النهار.
وأكمل: “هذه الجماعة الإرهابية كما حاولت أن تخرب مصر كانت في نفس الوقت تسعى بكل قوتها إلى تخريب المنطقة العربية، وأيادي الإخوان الخبيثة كانت تسعى إلى خراب المملكة العربية السعودية التي احتضنتهم أيام الرئيس الراحل جمال عبد الناصر، موجها سؤاله للجماعة الإرهابية قائلا: “أتفهمون الدين والشريعة الإسلامية أكتر من البلد الذي نزل فيه القرآن؟”
وقال إنه كان من الضروري إعادة بناء مصر بالكامل، وإعادة الانضباط إلى الشارع وإخراج البلاد من الركود الاقتصادي والمالي، لذلك كان على البرلمان المنتخب في أكتوبر 2015، أن يتبنى قوانين تحد في بعض الأحيان من بعض الحقوق السياسية، مثل حرية التعبير والتظاهر، وكذلك الحق في التقاضي أمام القاضي الطبيعي، وبخاصة للمدنيين.. ولكن في ظل ظروف الحرب على الإرهاب وحالة الطوارئ التي كانت تمر بها البلاد جرى اللجوء لقوانين الطوارئ.
وأكد الدكتور عبد الرحيم على، أن أقدم الديمقراطيات الغربية نصت في دساتيرها وقوانينها على استخدام حالة الطوارئ وتقييد بعض الحريات عند الضرورة، وذلك حتى تتمكن من مجابهة أي خطر على المجتمع واستئصاله، وهذا هو ما فعلته مصر.
وأكمل: “هل يمكننا أن نسأل أعضاء البرلمان الأوروبي سواء الخضر منهم أو اليساريين وغيرهم ممن صوتوا في نوفمبر الماضي لصالح قرار ضد مصر: ماذا كانوا سيفعلون إذا انهارت مصر وأصبحت مثل ليبيا، التي أصبحت “ثقبًا أسودَ جيوسياسيًّا” وجرى التخلي عنها ليرتع فيها الإرهابيون والمافيا وأولئك المتاجرون بالمهاجرين معتمدين على مبدأ النفي الجماعي لملايين من البشر المرعوبين والفقراء؟ ما الذي كان سيتبقى من حقوق الإنسان والمواطنة إذا أفلست البلاد بالكامل وأصبحت مثل دول الساحل الأفريقي بعد سقوط القذافي والتي باتت مركزًا للإرهاب في أفريقيا والبلدان العربية؟ وماذا كان سيحدث للسلام العالمي إذا سُمِح للإرهاب بضرب استقرار المنطقة، من خلال زعزعة أمن واستقرار أكبر دولة عربية وأكثرها سكانًا؟.
وأضاف: أن جماعة الإخوان الإرهابية يعجبون بنظام الفاشية العثماني أردوغان، وتلك الجماعة الإرهابية جاءت إلى فرنسا على سبيل المثال عبر دفعات منذ سبعينيات القرن الماضي وأنشأوا جماعات للكراهية ضد الفرنسيين أنفسهم أصحاب الأرض، بالتزامن مع الوقت الذي تعطيهم فيه الحكومة الفرنسية الحقوق والحريات كافة.
وأكد عبد الرحيم علي أن مصر حمت نفسها وفي نفس الوقت جيرانها من العرب وكذلك أوروبا وشعوبها ضد الإمبريالية التركية العثمانية الإخوانية.
 

وتساءل: “هل لنا أن نطرح السؤال الأكثر جدية: ماذا كان سيحدث لأوروبا إذا امتد نفوذ المهووس رجب طيب أردوغان، عراب الإخوان المسلمين والإرهابيين والداعشيين، الباحث عن الخلافة المزعومة، وسيطر على جميع أنحاء ليبيا، ماذا كان سيحدث وقتها إذا تصادف أن كانت مصر في حالة ضعف عام أو غير قادرة على الوقوف في وجهه، خاصة أنها لم تقم فقط بحماية نفسها عندما تصدت له في الآونة الأخيرة.. وإنما حمت في نفس الوقت جيرانها من العرب وكذلك أوروبا وشعوبها ضد الإمبريالية التركية العثمانية الإخوانية؟!”.
وقال الدكتور عبد الرحيم علي، إن الإخوان استخدموا الديمقراطية والعلمانية الغربية استخدامًا سيئًا، والجمعيات الاخونية بدأت بـ3 فقط وامتدت لـ 250 بتمويلات مشبوهة، فالإخوان ينتظرون الفرصة للانقلاب على القيم الفرنسية.
وأضاف عبد الرحيم علي، أن الدولة المصرية كانت مُعرَّضة للانهيار خلال فترة حكم الإخوان، وكانت النساء لا تخرج من منازلها خوفا من بطش وإرهاب تلك الجماعة الإرهابية، وسيارات الشرطة كان يجري تفجيرها في وضح النهار من قبل عناصر تلك الجماعة الإرهابية، موضحًا أن الدولة المصرية عبرت تلك المحنة بعد عناء شديد بعد نحو ألف تفجير و4 آلاف شهيد.
وأوضح عبد الرحيم علي، أنه كان لا يمكن السيطرة على تلك الجماعة الإرهابية إلا عبر قانون الطوارئ، مؤكدا أن فرنسا تطبق قانون الطوارئ أيضا للحفاظ على الدولة وهذا أمر طبيعي.
وأكد أن الدولة المصرية ما زالت متمسكة بالبناء والتعمير ومواجهة قوى الشر والظلام وجماعات الإرهاب الغاشم.
وناقشت ندوة “حقوق الإنسان.. سلاح الإسلاميين للتلاعب بالديمقراطية”، التي ينظمها مركز دراسات الشرق الأوسط بباريس “سيمو”، حيل تيار الإسلام السياسي للوصول إلى أهدافه غير المشروعة.
وتحدث في الندوة، الدكتور عبد الرحيم علي، رئيس المركز دراسات الشرق الأوسط بباريس، عن “حقوق الإنسان.. قراءة من الجانب الآخر”، والسيناتور فاليري بوييه، عضو مجلس الشيوخ الفرنسي، تحت عنوان “تركيا، مرض أوروبا”، وإيف تريار، رئيس تحرير Le Figaro، عن “القانون الفرنسي في مواجهة الإسلاموية”، ثم رولان لومباردي، عالم جيوسياسي ومدرس في قسم دراسات الشرق الأوسط في جامعة إيكس مرسيليا، تحت عنوان “حقوق الإنسان والسياسة الخارجية الواقعية.. هل هما مفهومان متوافقان؟”، وأخيرًا جيل ميهاليس رئيس موقع “كوزور”.