الخميس 21 نوفمبر 2024

من أرشيف عبد الرحيم علي

عبدالرحيم علي يكتب: إلى اللقاء يا عمرو

نُشر هذا المقال بموقع البوابة نيوز السبت 28 مارس 2020

نشر
عبد الرحيم علي

لم يكن عمرو عبدالراضي زميلا جمعتني به أروقة حزب التجمع، ومبنى مؤسسة البوابة، وحسب، وإنما كان بمثابة الابن والشقيق الأصغر، أغضب منه أحيانا عندما يرتكب بعض الحماقات المعتادة وأفرح به أحيانا عندما يتحمس للعمل ويقدم أفكارا مبتكرة تليق بتجربته في بلاط صاحبة الجلالة.
في الآونة الأخيرة شاء القدر أن نتقارب أنا وعمرو، رغم وجودي خارج مصر لفترات للعلاج، عبر الرسائل المتبادلة التي كان بعضها يغضبني منه إلى الحد الذي أغلق التليفون لبعض الوقت على رقمه ثم أعود وبشكل لا إرادي لأفتحه من جديد.. كان عمرو حالة خاصة، دائما مسكون بهاجس الخوف على أسرته وكان دائما ما يحلو له أن يقول لي أنا لا أخاف الموت لأني عارف إن أسرتي هتكون في إيد أمينة من بعدي، مشيرا إلى أنني والدكتور رفعت السعيد - رحمه الله - بمثابة الآباء الروحيين بالنسبة له.
في آخر دردشة معه أرسل لي عمرو يقول بالحرف: "على فكرة أنا بقيت برتاح في الصلاة أوي دلوقتي، كنت بغير من حضرتك لما بطلع المكتب أشوفك بتصلي"، وأردف عمرو: "والنبي تخليك في البيت يا دكتور وتتواصل مع الناس بأي وسيلة.. مش عايزين نشوف حضرتك، وأنا كمان هشتغل من البيت، بجد أنا بدأت أخاف جدا يا دكتور واحنا مالناش غيرك حافظ على نفسك أرجوك... وها هو يذهب قبلي وما طلبه مني ووعدته بتنفيذه أخلفه هو معي ولم يحافظ على نفسه كما وعدني، لكن عزائي أنه حافظ على صلته بالله كما أخبرني وبات مرتاحا بها.. فهنيئا لك يا عمرو، فقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا ألم به شيء أحزنه أو آلمه قال: "أرحنا بها يا بلال" في إشارة إلى مؤذن الرسول عليه الصلاة والسلام لكي يقيم الصلاة.